الأبناء أمانة يجب على الآباء رعايتها وحسن تأديتها، كما يحب الله جل في علاه، فالأب مسؤول عن أبنائه وعن إرشادهم وتوجيههم وتحذيرهم من كل طريق يوصل الى النار، وكذلك توجيههم الى كل طريق يوصلهم الى طاعة الله وإلى الجنة.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المرء يسأل عن رعيته يوم القيامة، فبأي شيء يجيب من ضيع أولاده؟ وبماذا سينطق من خان الأمانة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، قال: وحسبت أن قد قال: الرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته» فتربية الأولاد ورعايتهم مسؤولية قد يتسبب إهمالها وعدم حفظها في مصير مؤلم ينتظر الوالدين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم ويموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة والمولود يولد على الفطرة التي فطر الناس عليها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه..» فعلى الوالدين الحفاظ على الخير الذي هم فيه، وصيانة الأولاد من كل الشرور التي تتربص بهم، لكن المصيبة أن يكون الوالدان مع تقصيرهما في حفظ ولدهما هما سبب انحرافه وغوايته وفساده.
يقول ابن القيم - رحمه الله-: «وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته له على شهواته ويزعم انه يكرمه وقد أهانه وأنه يرحمه وقد ظلمه وحرمه ففاته انتفاعه بولده، وفوّت عليه حظه في الدنيا والآخرة، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء».