بيروت - جويل رياشي
شهد قصر الاونيسكو ليلة السبت الفائت عناقا لبنانيا- فلسطينيا بالموسيقى، تضامنا مع غزة.
وبالفعل، حمل اللقاء البيروتي الطابع عنوان «عناق»، في حضور جمهور تنوع بين مدعوين وضيوف شرف من أهل بيروت نوابها، وتلامذة وكشافة، إلى فئة دفعت ثمن البطاقات لدى مكتبة «انطوان» لتحضر «العناق الموسيقي»، وتتذوق الفن الأصيل لفرقة «بيكار بيروت» التي أسستها الفنانة هالة رمضان تحت شعار «لا للتلوث السمعي».
وقد أعدت الفرقة برنامجا فنيا متنوعا متقنا، حيث بدا المجهود الفردي لرمضان واضحا في تفاصيل الامسية، وإن كان التنظيم من قبل جمعية «بادر»، ساعد في إضفاء لمسة خاصة على الحفل.
البداية وقوفا للنشيد الفلسطيني «فدائي»، ثم إنشادا للنشيد اللبناني «كلنا للوطن» من دون موسيقى، على وقع حناجر الحاضرين في المسرح الفسيح بطبقتيه الأرضية الرئيسية والعليا الكبرى مع متفرعاتها.
اما الافتتاح فجاء بـ«موطني» النشيد الفلسطيني غير الرسمي، ثم «القدس العتيقة»، تلتها تحية من أطفال المقاصد إلى أطفال فلسطين، لم تخل من براءة طفلة ابتهجت بأضواء المسرح وراحت توجه التحية لذويها في الصالة، على وقع تصفيق الحضور تزامنا مع إنشاد «بكتب اسمك يلا بلادي» رائعة الراحل ايلي شويري.
اما الكورال فتألف من 11 شخصا: ست صبايا وخمسة شبان، توالى كل منهم على الإنشاد فرادى ومجموعة، إلى مشاركة قائدة الأوركسترا رمضان غناء.
ورافقت الحناجر فرقة من ثمانية عازفين متمكنين حلقوا بموسيقاهم ابعد من أصوات المنشدين. وكان للتراث الفلسطيني حصة مع «يما مويل الهوى» التي ترددت اخيرا بعدما استعادتها الفنانة جوليا بطرس، ثم «يا ظريف الطول» و«علي الكوفية» و«على عهدي على ديني انا دمي فلسطيني» و«وين ع رام الله».
ومن الجهة اللبنانية ألهبت اغنية «بيت صامد بالجنوب» القاعة، وكذلك اغنية ريمي بندلي التي طبعت الحرب اللبنانية «اعطونا الطفولة»، و«اين ستهربون من ردة الغضب» (ماجدة الرومي) بصوت رمضان، ثم قصيدة نزار قباني التي غنتها ماجدة الرومي أيضا «يا بيروت». وبعدها جاء الدور على الأناشيد الثورية كمثل «عاب مجدك»، علما ان كافة الاغنيات والاناشيد ترافقت مع صور من فلسطين وجنوب لبنان على شاشة عملاقة خلف الكورال.
أتقنت رمضان الاختيار وتسلسل الامسية، وجعلت بيروت تحتضن القضية الفلسطينية بالموسيقى، هي التي فتحت أبوابها للمقاومة العسكرية الفلسطينية حتى الاجتياح الإسرائيلي في يونيو 1982، وخروج منظمة التحرير عسكريا من بيروت.
كان الحضور البيروتي طاغيا وإن كانت الحفلة تستحق «توسيع البيكار» بمشاركة شرائح أوسع ربما باقامة حفلات مماثلة خارج العاصمة. اما العناق فبدا كاملا وحقيقيا متوسلا الحناجر والموسيقى لنصرة شعب يتعرض لإبادة.