ناقش وزراء الزراعة في دول الاتحاد الأوروبي ببروكسل مقترحات لتبسيط وتخفيف السياسة الزراعية المشتركة بينما تزايد الضغط عليهم من مئات الجرارات التي دخلت العاصمة البلجيكية في حركة احتجاجية. وشلت مئات الجرارات مجددا الحركة في بروكسل أمس، بحسب «فوجيا»، ثاني أهم اتحاد زراعي.
ومطلع فبراير الجاري، انتشرت أكثر من ألف مركبة زراعية في شوارع بروكسل على هامش قمة أوروبية، مما سلط الضوء على الحركة الاحتجاجية التي تشهدها عدة دول في القارة العجوز.
وطالبت الدول الأعضاء المفوضية الأوروبية بتبسيط قواعد السياسة الزراعية المشتركة على نطاق واسع في خطوة لتخفيف شدة غضب المزارعين.
وقدمت بروكسل مقترحات أولية درسها الوزراء أمس من بينها ضرورة تخفيف التزامات الحفاظ على المراعي الدائمة هذا العام للمربيين، حتى لا يفقدوا دخلهم.
وبالمثل، سيتم التسامح مع المزارعين الذين لا يمتثلون لمقتضيات السياسة الزراعية المشتركة. كما سيتم استخدام صور الأقمار الاصطناعية من أجل تقليل «بنسبة تصل إلى 50%» من زيارات المراقبة.
وأكد ديبلوماسي أوروبي لـ «فرانس برس» فيما يتعلق بمراجعة تشريعية للسياسة الزراعية المشتركة «تركز النقاش على هذه التدابير قصيرة المدى والتي يمكن تطبيقها بسرعة كبيرة».
كما تؤكد السلطة التنفيذية الأوروبية أنها تدرس مثل هذه التعديلات التشريعية على المدى المتوسط من أجل «تخفيف العبء» عن المزارع.
لكن المنظمات التي تظاهرت أمس اعتبرت الإجراءات المطروحة للنقاش غير كافية، حيث تطالب على وجه الخصوص بـ «الوقف النهائي» للمفاوضات التجارية مع دول اميركا الجنوبية، بعد أن اعترفت بروكسل بأن الظروف «غير متوفرة» لإتمام هذه المفاوضات.
وتدعو النقابات الزراعية الاوروبية في المقام الأول إلى «تقاسم أفضل للقيمة» مع المصنعين والموزعين، وتقول انه «يجب أن نضمن للمزارعين أسعارا عادلة ومستقرة محمية من المضاربة».
وتؤكد التنسيقية الزراعية البديلة «فيا كامبيسينا» وترى أن «الزراعة في مأزق اقتصادي يتفاقم كل عام»، بين تضخم أسعار الأسمدة والطاقة من جهة، وانخفاض أسعار المبيعات من جهة أخرى.
ويضاف إلى ذلك أن «حصص القمح الأوكرانية تغرق السوق»، وفقا لما أفاد وكالة «فرانس برس» فنسنت ديلوبيل، مربي الماعز والمدير في منظمة «فوجيا».