أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون، عن قلق عميق إزاء الوضع على الأرض في سورية والأثر المدمر الذي يخلفه على المدنيين، منبها إلى أن الوضع يسوء هناك وفقا لجميع المؤشرات، وأن الوضع الراهن غير مستدام ولا يمكن السيطرة عليه.
وفي إحاطته أمام جلسة لمجلس الأمن بشأن الوضع في سورية، لفت بيدرسون الانتباه إلى ما شهده هذا الشهر من المزيد من الآثار غير المباشرة الناجمة عن الصراع الإقليمي، بما في ذلك الغارات الجوية المتعددة المنسوبة إلى إسرائيل، والتي أدت إلى سقوط قتلى بينهم مدنيون، وشن الولايات المتحدة ما وصفتها ضربات انتقامية ردا على هجوم بطائرة من دون طيار على موقع أميركي في الأردن بالقرب من الحدود مع سورية.
وأضاف بيدرسون: «في الوقت نفسه تستمر جميع العوامل الأخرى للصراع السوري نفسه، وتظل السبب الأكبر للضحايا المدنيين والنزوح». وشدد على أن هناك حاجة إلى «وقف عاجل للتصعيد داخل سورية»، والبناء على ترتيبات وقف إطلاق النار القائمة، وصولا إلى وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني بما يتماشى مع القرار 2254.
ودعا كذلك إلى حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، مضيفا أنه «يتعين أيضا محاربة الجماعات الإرهابية المدرجة في قائمة مجلس الأمن بطريقة تعاونية تتماشى بحزم مع القانون الدولي وتعطي الأولوية لحماية المدنيين».
وتحدث المبعوث الأممي عن الاجتماع الذي عقده هذا الشهر لمجموعة العمل المعنية بشؤون وقف إطلاق النار التابعة للمجموعة الدولية لدعم سورية، حيث أكدت جميع الأصوات حول الطاولة أنه لا أحد يرغب في رؤية المزيد من التصعيد، مؤكدا أنه «من المهم أن يتصرف جميع أصحاب المصلحة وفقا لذلك».
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة «الوطن» عن مصادرها، أن المبعوث الأممي طلب موعدا لزيارة دمشق خلال فبراير، لكنه حصل على موعد للزيارة حددته دمشق منتصف مارس المقبل.
ولفتت المصادر التي نقلت عنها «الوطن»، إلى أن «موقف بيدرسون بخصوص الدعوة لانعقاد تاسع جولات اللجنة الدستورية في مدينة جنيف بدا مفاجئا في سياق التحركات التي أجراها مؤخرا واللقاءات التي جمعته مع عدد من المسؤولين والدول الفاعلة، إضافة إلى تدخل عدد من الدول لإبداء رغبتها في استضافة اجتماعات اللجنة الدستورية والنقاشات الجدية التي رافقت المقترحات المطروحة على الطاولة».