بيروت ـ منصور شعبان
دانت القوى السياسية اللبنانية المجزرة الإسرائيلية الجديدة في غزة التي طالت المدنيين الفلسطينيين أثناء سعيهم لتأمين الطعام والمساعدات لعائلاتهم، وأصدرت وزارة الخارجية بيانا نددت فيه بشدة بالقتل المتعمد لعشرات المدنيين الفلسطينيين العزل وجرح المئات من خلال قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لطوابير المساعدات الإنسانية في غزة.
ودعت الوزارة إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية لتحديد المسؤوليات وللحؤول دون إفلات الجهة المسؤولة عن هذه الجريمة من المحاسبة والعقاب، وأكدت الوزارة مجددا على أهمية اعتماد المجتمع الدولي معايير موحدة لوقف انتهاكات القانون الدولي الإنساني الصارخة في غزة من خلال اتخاذ موقف دولية حازمة بامتثال إسرائيل، أسوة بغيرها من الدول، للقانون الدولي الإنساني.. ووقف إطلاق النار لإنهاء هذه الحرب العبثية التي تزيد التطرف والحقد، ولا ينتج عنها سوى المآسي والويلات، وتؤسس لحروب وصراعات مستقبلية وقودها الأبرياء العزل.
هذا في الوقت الذي يسود جبهة جنوب لبنان توتر وتصعيد يخف تارة ويقوى تارة أخرى، قصفا لا يرحم وغارات تحرم سكان جوار الحدود سكينة الأمان، فيما أعلن «حزب الله»، عن إسقاطه «محلقة لجيش العدو الإسرائيلي في وادي العزية».
في الفصل الآخر من المشهد اللبناني هناك هم ما فتئ يؤرق اللبنانيين ألا وهو السؤال عن موعد انتخاب رئيس للجمهورية يعيد للبنان الاطمئنان وللمنصب فخامته، وهذا ما تسعى إليه «المجموعة الخماسية الإقليمية ـ الدولية» عبر السفراء: السعودي وليد بخاري، والقطري الشيخ سعود بن عبدالرحمن فيصل ثاني آل ثاني، والمصري علاء موسى، إضافة إلى السفيرة الأميركية ليزا جونسون، والسفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، الذين زاروا السراي الكبير أمس للاجتماع برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وعلمت «الأنباء» أن «سفراء اللجنة الخماسية الذين اجتمعوا إلى رئيس الحكومة ميقاتي أمس كانوا مستمعين ومستطلعين لموقفه المعروف سلفا والذي عبر عنه مرارا وتكرارا، بينما لم يحملوا أي خارطة طريق رئاسية، وجددوا تأكيد موقفهم الموحد.
وعلم أيضا أن السفراء رددوا موقفهم المختصر، وهو أنه «على اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم رئاسيا أولا حتى نساعدهم لاحقا إذا اعترضت سعيهم للاتفاق عقبات».
كما كرر السفراء مضامين بيانات اللجنة الخماسية لجهة أنه من الأهمية بمكان أن يلتزم أعضاء البرلمان اللبناني بمسؤوليتهم الدستورية، وأن يشرعوا في انتخاب رئيس للبلاد. وانه بغية تلبية تطلعات الشعب اللبناني وتلبية احتياجاته الملحة، لابد أن ينتخب لبنان رئيسا للبلاد يجسد النزاهة ويوحد الأمة ويضع مصالح البلاد في المقام الأول ويعطي الأولوية لرفاه مواطنيه ويشكل ائتلافا واسعا وشاملا لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الأساسية، لاسيما تلك التي يوصي بها صندوق النقد الدولي، وإن دول الخماسية على استعداد للعمل مع لبنان لدعم تنفيذ هذه الإجراءات الإصلاحية التي لا مفر منها لتحقيق ازدهار البلاد واستقرارها وأمنها في المستقبل، مع التشديد على الحاجة الماسة إلى الإصلاح القضائي وتطبيق سيادة القانون، وحث بقوة القادة والأطراف اللبنانية على اتخاذ إجراءات فورية للتغلب على المأزق السياسي الحالي، والتأكيد على أهمية تنفيذ الحكومة اللبنانية قرارات مجلس الأمن الدولي والاتفاقيات والقرارات الدولية الأخرى ذات الصلة، بما في ذلك تلك الصادرة عن جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي تضمن الحفاظ على الوحدة الوطنية والعدالة المدنية في لبنان.
ضمن هذا السياق، التقى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي النائب إبراهيم كنعان واستبقاه إلى مائدة الغداء، وقال كنعان «أي حوار يجب أن ينطلق من الدستور الذي يحدد كيفية انتخاب رئيس. وآن لنا بعد سنة ونصف على الفراغ أن نحدد خياراتنا ونحسمها في مجلس النواب. فلا أحد يقفل الباب على أي مبادرة، وبكركي ترحب بكل المبادرات، لكن، لا يجب إضاعة الوقت، والذهاب من أسبوع إلى أسبوع في ظل التآكل والهريان الذي نرى بصماته في كل الملفات المالية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وعلى مستوى مؤسسات الدولة».
من جهتها، نوهت النائبة ستريدا جعجع، خلال اجتماع الهيئة الإدارية لـ «مؤسسة جبل الأرز» في معراب أمس، بمساعي «تكتل الاعتدال الوطني» بغية عقد جلسة لانتخاب رئيس، ورأت في «هذه المبادرة كوة في جدار التعطيل الذي بني على مسار الاستحقاق الرئاسي ورمانا في الفراغ منذ عام ونصف العام»، متمنية أن «تتوسع هذه الكوة أكثر فأكثر لتصل إلى حد هدم هذا الجدار ونصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية»، معتبرة أن «الأساس في هذه المسألة هو الوعد الذي أعطاه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى تكتل الاعتدال الوطني بأنه سيعمد إلى فتح جلسة انتخابية بدورات متتالية».