هالة عمران
شهد د.مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، فعاليات افتتاح المؤتمر الدولي الثاني لتطبيقات السياحة الصحية المصرية، الذي يقام في العاصمة الإدارية الجديدة، خلال يومي 2 و3 مارس الجاري.
حضر الافتتاح عدد كبير من الوزراء الحاليين والسابقين، والمحافظين، وسفراء الدول، وممثلي المنظمات الدولية، وقطاع عريض من رؤساء الهيئات والجهات، ورؤساء الجامعات، والمسؤولين، وممثلين عن أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، وعدد من رؤساء تحرير الصحف والإعلاميين، ولفيف من الخبراء والممارسين والمهتمين بقضايا السياحة الصحية وسياحة الاستشفاء في العالم.
وقال رئيس الوزراء خلال كلمته في فعاليات الافتتاح: إن تجمع اليوم يأتي بهدف التحاور بشأن مستقبل صناعة تعد الأهم على مستوى البشرية، كونها تعني في المقام الأول بصحة الإنسان وعافيته ورفاهيته، وهي صناعة السياحة العلاجية والاستشفائية، مستدلا على أهميتها الاقتصادية بسرد عدة إحصاءات، حيث أشار إلى أن حجم سوق الرعاية الصحية على مستوى العالم، يتجاوز وفقا لمجلة السياحة العلاجية (Medical Tourism Magazine) الناتج المحلي الإجمالي، لبعض الدول العملاقة مثل اليابان، أو ألمانيا، أو الهند، وأيضا وفقا لجمعية السياحة العلاجية (MTA) يعبر ملايين البشر في العالم حدود بلدانهم الوطنية ويسافرون إلى وجهات أخرى لتلقي الرعاية الصحية.
وقال د.مصطفى مدبولي: «لا شك أن هذا النمو الكبير في سوق السياحة العلاجية والاستشفائية يأتي مدفوعا بالتطورات المتلاحقة التي يشهدها قطاع الرعاية الصحية، والابتكارات التكنولوجية الحديثة، والتقنيات العلاجية المستجدة التي من شأنها تحسين خدمة الرعاية الصحية والارتقاء بالتجربة التي يتلقاها المرضى، الأمر الذي يحفز المواطن العالمي على السفر للحصول على تجربة علاجية أفضل».
واعتبر رئيس الوزراء أن هذا النمو في الطلب على السياحة العلاجية وسياحة الاستشفاء يأتي مدفوعا بواحد من أكبر التغيرات الديموغرافية الجوهرية التي يشهدها القرن الحادي والعشرون، المتمثل في شيخوخة السكان، موضحا أن تلك الظاهرة يطلق عليها أيضا «الشيب العالمي»، والناتجة عن ارتفاع الوزن النسبي للسكان في الفئة العمرية 65 عاما فأكثر، مع تنامي فئة السكان الأكبر سنا (84 عاما فأكثر).
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه وفقا لتقديرات الهرم السكاني، من المرجح أن يرتفع الوزن النسبي لسكان العالم في الفئة العمرية 65 عاما أو أكثر من 10% من الإجمالي في عام 2023 إلى 16.5% في عام 2050، علما بأن عددهم سيتضاعف خلال هذه الفترة من نحو 800 مليون نسمة إلى أكثر من 1.6 مليار نسمة، ولذا فهذا الأمر بطبيعة الحال يزيد من فجوة خدمات الرعاية الصحية غير الملباة، ويخلق فرصا اقتصادية غير محدودة للوفاء به، موضحا في الوقت نفسه أن السياحة العلاجية والاستشفائية تعد مجالا خصبا لتدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، باعتبارها واحدة من الخدمات الأساسية.
وفي الإطار نفسه، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه تم الإعلان بالفعل في إطار هذا التوجه، عن إطلاق أول منتجع للسياحة العلاجية في مصر، وهو منتجع بالمنطقة الاستثمارية بمركز الصف بمحافظة الجيزة، على مساحة 40 فدانا باستثمارات تجاوزت 1.5 مليار جنيه مصري، مضيفا أنه من المقرر أن يدمج خدمات الرعاية الصحية والضيافة في مكان واحد.