بيروت - أحمد منصور
أكد وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، «أن اسرائيل تستهدف لبنان لأنه نقيضها، وإنه لا شفاء لنا من أزماتنا، لاسيما الاقتصادية منها إلا بوحدتنا ووعينا والتفاتنا إلى ما في طرابلس من غنى ومقومات».
الوزير المرتضى كان يتحدث في حفل تدشين «مساحة نور» في مدينة طرابلس (شمال لبنان)، ضمن فعاليات «طرابلس عاصمة للثقافة العربية للعام 2024» بمبادرة من جمعية دعم البحث العلمي في لبنان (لايزر)، حيث مثل المرتضى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي أقيم الاحتفال برعايته، فقال: «طرابلس شتلة حبق، كلما حركها الليل بأطراف النسيم، فاح منها العطر وامتلأ به النهار. هي نفسها مساحة نور وسراج مرفوع على سارية التاريخ».
وأضاف «هذه الصورة البهية عن طرابلس، هي التي تسكن ضمير الوطن، على الرغم من كل ما لحق بالمدينة من ظلم وتشويه هوية. صورة من علائمها المضيئة أن المجتمع الطرابلسي لا يكافئ النسيان إلا بالعمل، ولا الظلمة إلا بالنور ولا الضيق إلا بالمساحات المفتوحة على المستقبل».
وقال «إن الهجرة التي تزدرد أعمار اللبنانيين، ولاسيما الشباب منهم، لا يمكن مكافحة سلبياتها بالصراع السياسي بين الأحزاب فقط، أو الطائفي أو المذهبي القائم على تناتش مواقع السلطة، فالمواطن عندما يغترب، إنما يرمي إلى البحث عن فرصة عمل لبناء مستقبله، لا عن المشاركة في دور سياسي لا يستطيعه في وطنه. من هنا يصبح الاهتمام بتأمين فرص العمل واحدا من أهم الأسباب التي تعالج المشاكل السلبية الناتجة عن الهجرة والتي من أهمها خسارة الطاقات الشابة».
وتابع المرتضى «من مساحة النور ننطلق إلى مساحات نور أخرى شبيهة تبشر بها فعالية «طرابلس عاصمة الثقافة العربية للعام 2024»، التي ستمتد نشاطاتها طيلة السنة على رجاء أن تمتد هي وآثارها الإنمائية إلى أعوام مديدة. اما اعتماد طرابلس عاصمة للثقافة العربية ليس سوى مكافأة لها على كونها في الأصل عاصمة القومية العربية، إذ كانت شوارعها تردد أصداء الحوادث التي تمر بها بلاد العرب، من فلسطين إلى الجزائر فمصر فالعراق فاليمن فسورية. ولهذا من حق الفيحاء على العروبة أن تبادلها الوفاء، بإخراجها من واقعها الأليم إلى المستقبل الزاهي، وهذا لا يكون إلا بالعمل على توسيع مساحات النور المتاحة، وخلق مساحات أخرى جديدة. وفي هذا المعنى تدخل زيارة السفراء العرب التي نظمتها وزارة الثقافة إلى طرابلس قبل ايام، وبعضهم لم يكن قد أتى إلى المدينة قبلا، فاكتشفوا جميعا ثراء في المعالم والوجوه لا نظير له».
والجدير بالذكر ان المساحة تهدف إلى تأمين مركز يخدم الشركات الناشئة بغية تأمين فرص عمل للشباب الطرابلسي.