بيروت - منصور شعبان
لم يطرأ اي تغيير في الواقع الميداني على أرض جنوب لبنان، بانتظار جديد يحدث خرقا يخفف من هدير الطائرات الحربية وأصوات الانفجارات و«الرسائل الصاروخية» المتبادلة بين إسرائيل و«حزب الله» ولو أن الحديث الآن، هو عن «هدنة رمضانية»، ستنسحب على الجبهة اللبنانية، من الصعب التكهن بنجاحها، فقد استمر تحليق المسيرات والمقاتلات الإسرائيلية، قصفا وضربا بالمناطق الحدودية والقريبة منها، وتلك الممتدة على خطوط الطول والعرض، ساحلا وجبلا.
وقتلت إحدى تلك المسيرات 3 عناصر نعاهم حزب الله أمس، وأفادت تقارير بأن بينهم فني متخصص بالعمليات الحربية، بعد استهداف سيارة كانت تقلهم على طريق الناقورة الساحلية التي تعتبر موقعا مهما لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة «اليونيفيل» في جنوب لبنان.
وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن مقاتلي حزب الله الـ 3 قضوا في تلك الضربة، وأظهرت صور السيارة متفحمة ولم يبق منها إلا هيكلها الحديدي.
وفي وقت لاحق، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان استهدافه السيارة التي قال إنها أقلت عددا من المسؤولين «الذين أطلقوا صواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية».
وكان حزب الله أعلن أن مقاتليه شنوا فجر أمس «هجوما جويا بمسيرة انقضاضية» على مقر عسكري في شمال إسرائيل.
والراهن أن عمليات المسح الجوي والاستطلاع الذي يصور ويحدد أماكن الأهداف من الناقورة مرورا بصيدا وجزين والشوف إلى بيروت فضلا عن أودية بلاد جبيل وطرابلس والهرمل والبقاع الغربي، تثير قلق اللبنانيين مما هو آت، فيما لبنان يضج بفائض من التصريحات اليومية بين المتفائلة والمتحفظة والمتشائمة وسط غياب كلي للقرار الرسمي الذي يجسده رئيس الجمهورية باعتبار ان الحكومة مستقيلة وهي تصرف الأعمال ريثما ينتهي الفراغ الرئاسي.
ومن خلال تحرك «المجموعة الخماسية» وبحسب معطيات «الأنباء»، فلا انتخاب لرئيس قبل انتهاء ولاية مجلس النواب الحالي، إذا لم يحصل ما يبدل الحال من حال إلى حال، إضافة إلى التطورات الميدانية والمؤتمرات في الخارج، المتعلقة بلبنان والإقليم والتي تؤشر لواقع جديد على صعيد المنطقة ككل ولبنان على وجه الخصوص، ويأتي انتخاب الرئيس من ضمن هذا الجو الذي سيأتي بمجلس نواب يحاكي طبيعة التغييرات. ومن الطبيعي، بحسب معلومات «الأنباء»، أن يتعزز حضور «تيار المستقبل» نيابيا وسياسيا بشكل أقوى مما كان في المرحلة المقبلة، على أن يكون مكوث الرئيس سعد الحريري، هذه المرة طويلا، للعودة إلى المشاركة في الحياة السياسية، وان يتم تأسيس أحزاب جديدة دورها من وحي المرحلة المقبلة.
من جهته، كتب النائب السابق أمل أبوزيد على منصة «X»: «بعد الإيجابية التي رافقت تحرك (كتلة الاعتدال) والأفكار التي طرحتها للتشاور في مجلس النواب تمهيدا لانتخاب رئيس، تساورنا شكوك حول موقف البعض وجدية وعوده بالذهاب إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية. عليه نقول كفى تغييبا لموقع الرئاسة وكفى تعطيلا للانتخاب».
وبحسب موقع محطة «ام تي في» فإن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيزور بيروت غدا على أن يلتقي كبار المسؤولين.
إلى ذلك، زار وفد من لجنة التنسيق اللبنانية - الفرنسية (CCLF) وزارة الخارجية الفرنسية والتقى عددا من كبار المسؤولين المعنيين بملفات لبنان والشرق الأوسط للإعراب عن «ارتياح الوفد ومن يمثل لالتزام فرنسا الاستثنائي بالعمل لمصلحة لبنان والذي ترجم بتسمية موفد رئاسي وحصول 5 زيارات على مستوى وزاري إلى لبنان في الأشهر القليلة الماضية».
وشدد الجانبان على «أولوية الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، مع توافق على تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي (UN) بجميع مندرجاته من قبل جميع الأطراف وإسرائيل». وشدد الوفد على «أهمية إشراك ممثلين عن المجتمع المدني في لبنان والاغتراب بالمحادثات، والمشاورات التي تجريها فرنسا حول الأزمة اللبنانية وذلك في حدود المستطاع».
أما فيما يتعلق بمشكلة اللاجئين السوريين في لبنان، فسجل الوفد للجانب الفرنسي تفهمه لما «يشكله اللاجئون من حمل ثقيل على لبنان، واستمرار فرنسا بذل الجهود لإعادتهم إلى بلادهم على قاعدة ضمان أمنهم والحفاظ على كرامتهم».
وتم الاتفاق أخيرا على الاستمرار في اللقاءات والتشاور لما فيه مصلحة لبنان وفرنسا.
في هذه الأثناء، أوضحت مفوضية الإعلام في «الحزب التقدمي الاشتراكي» تصريحات تزعم تصريحا لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط حول انفجار مرفأ بيروت، وقالت في بيان انها «من نسج الخيال وغير صحيحة إطلاقا، وقد جرى نفيها سابقا إذ لم يصدر أي حديث بهذا المعنى أو المضمون».