ألغت المحكمة العليا الأميركية بالإجماع حكم محكمة كولورادو القاضي بعدم أهلية دونالد ترامب للترشح للانتخابات الجمهورية التمهيدية على خلفية تورطه المفترض في الهجوم على الكابيتول في السادس من يناير 2021.
وقالت المحكمة في قرارها «لا يمكن لحكم المحكمة العليا في كولورادو أن يبقى قائما. يوافق جميع أعضاء المحكمة التسعة على هذه النتيجة». ورحب ترامب بقرار المحكمة العليا واعتبره «فوزا كبيرا» للولايات المتحدة.
إلى ذلك، فازت نيكي هايلي المنافسة الوحيدة المتبقية لدونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، في العاصمة الأميركية واشنطن لتحقق بذلك أول انتصار لها في السباق للحصول على ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل. وأتى هذا الفوز الرمزي في العاصمة الفيدرالية قبل «الثلاثاء الكبير» المحطة الرئيسية في رزنامة الانتخابات التمهيدية الأميركية والتي تجري اليوم في 15 ولاية تزامنا.
وقدرت محطة «سي ان ان» التلفزيونية الأميركية التي كانت من بين وسائل الاعلام التي أعلنت فوز هايلي، أن عددهم 22 ألفا فقط.
وحصلت هايلي سفيرة الولايات المتحدة السابقة إلى الأمم المتحدة في عهد ترامب (2017-2021) على 63% من الأصوات خلال الانتخابات التمهيدية هذه التي جرت في مكان واحد وهو فندق في وسط العاصمة بحسب موقع «بوليتيكو» نقلا عن مسؤولين في الحزب الجمهوري في العاصمة.
وأكد فريق حملة هايلي في بيان أنه «من غير المفاجئ أن ينبذ الجمهوريون الأقرب إلى الخلل الحاصل في واشنطن دونالد ترامب وفوضاه».
في المقابل، وصف ترامب منطقة العاصمة الكبرى بعد خسارته فيها بأنها «مستنقع»، ووعد بتحقيق انتصارات كبيرة اليوم. وكتب ترامب على موقع التواصل الاجتماعي تروث سوشيال : «لقد تعمدت الابتعاد عن التصويت في العاصمة لأنها مستنقع يضم عددا قليلا جدا من المندوبين ولا يعطي أي ميزة.. نيكي هايلي قضت كل وقتها ومالها وجهدها في العاصمة».
وأشار ترامب إلى أنه حقق يوم السبت فوزا ساحقا على هيلي في المؤتمرات الحزبية للحزب الجمهوري في ولايات ميسوري وميشيغان وأيداهو. ووعد الرئيس الأميركي السابق بنتائج كبيرة اليوم في الثلاثاء الكبير، حيث يعول على «استعراض القوة» لإقصاء منافسته هايلي نهائيا وتكريس جهوده لمواجهة الرئيس جو بايدن مجددا في نوفمبر. ويتوقع أن تخسر هايلي «كل الولايات» التي تشهد انتخابات اليوم. وكتب ترامب عبر ذات المنصة معلقا على هايلي: «هي لا تثير الحماسة ولا تحشد الجماهير. لا شيء».
ومن ماين إلى كاليفورنيا مرورا بتكساس وفيرجينيا فضلا عن الاسكا وأركنسو، يدعى ملايين الأميركيين إلى الاقتراع لاختيار مرشحهم الديموقراطي أو الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في نوفمبر.
إلا ان هذا اليوم الانتخابي الكبير الذي غالبا ما يحظى باهتمام إعلامي واسع جدا يكتسب طابعا مختلفا نوعا ما هذه السنة لأن النتائج شبه محسومة.
ففي المعسكر الجمهوري لا يزال مرشحان فقط يخوضان غمار الانتخابات التمهيدية.
ويعتبر ترامب البالغ 77 عاما المرشح الأوفر حظا بأشواط رغم متاعبه القضائية الكثيرة.
وباستثناء واشنطن التي فازت بها هايلي، ظفر الرئيس السابق بكل الانتخابات التمهيدية التي نظمها حزبه الجمهوري منذ يناير مطيحا بالجزء الأكبر من منافسيه ما جعله يدخل سباق اليوم مرتاحا.
وتبقى هايلي البالغة 52 عاما المرشحة الوحيدة التي تعترض طريق حصوله على بطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ورسالة هايلي المرأة الوحيدة بين المرشحين الجمهوريين، بسيطة ومفادها «لن يمكننا الاستمرار مع أربع سنوات إضافية من فوضى ترامب».
وتتعهد في المقابل إعادة الوضع «إلى طبيعته» وتحث أوساط حزبها إلى اختيار «جيل جديد من القادة».
إلا ان الناخبين الجمهوريين لا يصغون على ما يبدو إلى ما تقوله، إذ تتوقع استطلاعات الرأي أن يظفر دونالد ترامب بكل الولايات المقبلة التي تشهد انتخابات تمهيدية معولا كالعادة، على قاعدة متينة من أنصاره.
ويبقى السؤال: هل ستستمر في السباق حتى لو أتت النتائج سلبية اليوم؟
لقد أبقت هايلي على الغموض بهذا الشأن رغم الأسئلة الملحة التي توجه إليها. وقالت لصحافيين في نهاية فبراير «سنستمر حتى يوم الثلاثاء الكبير. هذا أبعد ما فكرت به على الصعيد الاستراتيجي».
نظريا يمكن للانتخابات التمهيدية أن تستمر حتى يوليو إلا أن فريق دونالد ترامب يتوقع فوزا في «19 مارس» على أبعد تقدير. ويريد الملياردير الأميركي أن يتمكن من البدء في أقرب فرصة ممكنة من خوض المواجهة مع جو بايدن قبل أن ينشغل في متاعبه القضائية.
ويظهر تعداد لوكالة فرانس برس أن الملياردير الأميركي أمضى تسعة أيام حتى الآن في 2024 أمام المحاكم التي يحولها إلى منبر لحملته الانتخابية.
وتبدأ محاكمته الجنائية الأولى في 25 مارس في نيويورك.
في المعسكر الديموقراطي لا يواجه الرئيس حو بايدن البالغ 81 عاما والمرشح لولاية ثانية، أي منافسة جدية. فلم يثر ترشيح شخصيتين ديموقراطيتين هما النائب عن مينيسوتا دين فيليبس والكاتبة المعروفة ماريان وليامسون أي حماسة فعلية رغم الانتقادات المتواصلة للناخبين بشأن سن الرئيس أو دعمه لإسرائيل.
وستكون انتخابات الثلاثاء الكبير بالنسبة للمعسكر الديموقراطي مجرد إجراء شكلي.