- الربيعة: لنحذّر إخواننا من الغبن والخسران والبوار في أيام رمضان وعلينا أن نغتنم الشهر بالأعمال الصالحة والتوبة والإنابة إلى الله تعالى
- الناشي: التغيير في أوقات رمضان يعرض علينا معادلة ذكية إن لم نحسن التعامل معها نفقد الكثير من بركات الشهر الكريم
إعداد/ ليلي الشافعي
نحن في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، موسم الفضل والنفحات بالفرح والسرور، شهر التجارة الرابحة الذي يتطلب منا استقباله بترويض النفس لتتحلى بالأخلاق الطيبة والصفح والتسابق في سائر أنواع البر والإحسان والعمل الصالح واستباق الخيرات، فكيف نفوز برمضان؟
يا فوز من اغتنم رمضان
يقدم الشيخ وليد الربيعة نصائحه للمسلمين كي يفوزوا بالشهر الكريم فيقول: مع بداية دخول ايام رمضان الفضيلة من كل عام تسمع قلوب المؤمنين النداء الرباني:
يا باغي الخير أقبل،،،،
وهذا النداء يجعله الله جل وعلا علامة فارقة في طريق السائرين إلى الله في مثل هذه الأيام المباركة، اذكر نفسي واخواني بأن رمضان طريق البناء والتشييد والتعمير في جنان الخلد لأننا نحن على الأرض.. نبني لأرواحنا في السماء، وتأتي لنا ايام رمضان كنفحة ربانية للأخذ بيد العباد إلى الجنان.. ألا هل من مشمر للجنة؟
واعلموا إخواني أن الكون كله يتجمل ويتزين مع دخول رمضان ليستعين الموحدون على حسن الطاعة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة» (صحيح الترمذي).
ويكفيك أيها المسلم في رمضان فضلا وخيرا وبركة أن من صامه مبتغيا به وجه الله تعالى خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن جبريل عرض لي فقال: «بَعُدَ من أدرك رمضان فلم يُغفر له» (صحيح الترغيب).
وقد وعد الله تعالى المخلصين في صيامهم رمضان بالنجاة والربح والفوز، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه» (صحيح البخاري).
وعن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبَ الكبائر» (صحيح مسلم).
ويكفي رمضان أنه سر بين العبد وربه، وهو سبحانه وحده من يعلم مقدار ثوابه وعظيم أجره. كما يكفينا من بركات هذا الشهر ان الصوم فيه جنة ووقاية وحماية وعتق ودرع وأمان من الشهوات والأمراض والمضار والآفات الظاهرة والباطنة، ورمضان جنة من الشياطين وجنة من النار.
وخلوف فم الصائم كما اخبر صلى الله عليه وسلم أطيب عند الله من ريح المسك، تماما كالشهيد يأتي يوم القيامة وجرحه يقطر دما وريحه ريح المسك. ورمضان فرحة ظاهرة وباطنة في الدنيا والآخرة:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: قال الله: «كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به»، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه» (صحيح البخاري).
ولنحذر إخواننا من الغبن والخسران والبوار في مثل أيامنا فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: «من أدرك شهر رمضان، فلم يغفر له، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين»، فقلت: آمين، «ومن أدرك أبويه أو أحدهما، فلم يبرهما، فمات، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين» . فقلت: آمين، «ومن ذكرت عنده، فلم يصل عليك، فمات، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين». فقلت: آمين» (صحيح الترغيب).
فهنيئا لمن صبر واغتنم ويا فوز من اجتهد فظفر، فاللهم أعنا فيه على الصيام والقيام وعلى ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وارزقنا فيه ليلة القدر يا رب العالمين.
المعادلة الذكية الرمضانية
في أيام رمضان تبدأ الحياة تتغير بالنسبة لكثير من المسلمين في أنظمة الأكل والنوم والتعامل وهذا التغيير يفرض علينا معادلة ذكية.. هكذا بدأ الكاتب الإسلامي م. سالم الناشي حديثه. وقال: إن لم نحسن التعامل بالمعادلة الذكية سنفقد الكثير من بركات هذا الشهر ونخسر كثيرا من الأوقات والعبادات المهمة، إذا فهي معادلة تحفظ الاولويات وتقديمها مع الأخذ بالأمور، وأولى هذه الأولويات العبادات المفروضة علينا مثل الصلاة والصيام قال صلى الله عليه وسلم: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه» فلا يقدم نفلا او سنة على الركن أو الفرض بأي حال من الأحوال، فمثلا لا يقضي ليله يصلي القيام والتراويح ثم ينام عن صلاة الفجر، فصلاة الفرض لا ينبغي إخراجها عن وقتها وهكذا بقية الصلوات، كما لا ينبغي تفويت الواجب وتقديم النفل، ومثال ذلك التقصير في العمل الوظيفي الذي هو أمانة في حق الموظف بحجة قيام الليل، وهكذا طالب الناشي المسلم بعدم النوم عن الصلوات المفروضة بحجة الصيام فينام عن صلاة الظهر والعصر ولا يستيقظ إلا قبيل صلاة المغرب.
وزاد: كما لا ينبغي تفويت الفروض والواجبات في السفر المباح أو لأداء العمرة فله أن يجمع ويقصر وليس له أن يفوت الصلاة المفروضة وايضا عليه ان يحافظ على الاوقات ويستغلها بما يفيده من نوافل ولاسيما المرتبطة بشهر رمضان كصلاة القيام، وعليه الحرص على صلة الارحام وتفقد احوال المحتاجين وتفطير الصائمين فشهر رمضان هو شهر الخيرات والبركات والجود والكرم والإحسان، وعلينا ان نستقبل هذا الشهر بعقد العزم الصادق على اغتنامه بالأعمال الصالحة والتوبة والإنابة إلى الله تعالى من كل الذنوب، فمن أعظم الخسران أن يخرج المرء من هذا الشهر الفضيل ولم يغفر له ذنبه او تحط عنه خطاياه، وعلى المسلم ان يحفظ جوارحه من الحرام ولاسيما جارحة اللسان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه».
وأكد الناشي أن أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه في هذا الشهر هو تلاوة القرآن الكريم فيجتمع له فضلان: فضل الصيام وفضل تلاوة القرآن، فقد قال صلى الله عليه وسلم مرغبا فيهما: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان».