يقدم الدعاة نصائح لأئمة المساجد في شهر رمضان المبارك دلالة على الخير وهي من باب قول الله عزّ وجلّ (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) فماذا قالوا؟
يقول الشيخ يحيى العقيلي في بداية حديثه: نبارك لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد - حفظه الله - وللشعب الكويتي وللأمة الإسلامية حلول شهر رمضان المبارك، جعله الله شهر خير وعز ونصر للأمة وأنزل فيه الخيرات والبركات على شعوبها، ولاسيما شعب فلسطين في مواجهته الباسلة للصهاينة.
وتابع العقيلي مبينا دور المسجد في رمضان: ينبغي للإمام والخطيب أن يكون لهما دور مميز في استقبال المواسم الإيمانية عموما، وشهر رمضان على وجه الخصوص، وذلك لإشعار رواد المساجد والمسلمين عموما بفضل هذا الشهر المبارك والقيام بما ينبغي لهم به من واجبات شرعية وفضائل تعبدية وآداب اجتماعية وسنن وأعمال تجعلهم يحققون للصيام غايته وللشهر المبارك ثمراته، لاسيما مع النشء والشباب في هذا الزمن الذي تشتتت فيه العقول والأفكار وتعددت الاهتمامات واختلت الأولويات، لابد أن نغرس لديهم التعظيم والتوقير للمواسم الايمانية والتعبدية، وان نشيع روح السعادة والاستبشار بقدومها، وان نجعلها لهم أيام سعادة وفرح.
وبين العقيلي أن أداء صلاة التروايح والاستعداد للصلاة بتجويد الحفظ، والحرص ما أمكن على ختم القران في صلوات التراويح والتهجد. وخلال ايام الشهر يحسن بالإمام والخطيب أن يتعاهد رواد المسجد بالمواعظ الإيمانية والدروس العلمية بعد صلوات العصر، ففي هذا الشهر تكون النفوس مهيأة للاستماع والتأثر بالموعظة، كما ان موضوعات تلك المواعظ والخطب كذلك تتناسب وأيام الشهر حيث يتم ذكر المناسبات التاريخية المصاحبة لرمضان، والتذكير دوما بمقاصد الصيام والعبادات وأثارها الأخلاقية والاجتماعية، فضلا عن آثارها الايمانية والتعبدية، كما يحسن عند ولوج العشر الأواخر منه التذكير بفضائلها وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيها والتذكير بفضيلة ليلة القدر وسنن التهجد والاعتكاف وغيرها من الفضائل، كما يحسن إقامة حلقات تحفيظ القرآن وتجويده لاسيما للنشء والشباب، كما يحسن الترغيب في سنة الاعتكاف والمبادرة لها.
وعند ختام الشهر يحسن في هذه المرحلة التذكير بأحكام زكاة الفطر وآداب وأحكام صلاة العيد.
كما ينبغي التذكير بآثار الصيام ومنافع الشهر المبارك وانها ينبغي ان تكون سلوكيات دائمة للمرء يتعاهدها بعد الشهر الفضيل ليحقق غاياته وثمراته من المداومة على تلاوة القرآن وتعاهد المساجد للصلوات واكتساب فضائل الأخلاق وترك العادات السيئة وغيرها مما اعتاده في رمضان.
التغيير الإيجابي
د.بسام الشطي يقدم نصائحه وتوجيهاته لإمام المسجد متسائلا عن الجديد الذي ستقدمه والتغيير الإيجابي الذي سيطرأ عليك من تفقّد جيران المسجد والغائبين عن المسجد في غير رمضان، والتعرف عليهم، وربط الصلة بهم، وإنشاء حلقة لتحفيظ القرآن الكريم للصغار والكبار والجاليات مع مراعاة الأوقات المناسبة ووضع جدول مناسب، وبرنامج للمتميزين، مثل (رحلة عمرة وبرامج علمية وثقافية) وإقامة مسابقة شهرية ومسابقة الأطفال ومسابقة الأسرة المسلمة وإقامة وجبات الصائم طيلة شهر رمضان وبيان أهم الأعمال الصالحة في رمضان ومعالجة المنكرات الظاهرة والدخيلة في المجتمع مثل: الانحراف العقدي وفي لباس المرأة وحجابها، الربا، ترك الصلاة مع الجماعة وغيرها والعناية بفئة الشباب واستصلاحهم، وتوظيف طاقاتهم وتوجيهها بإشراكهم في تنفيذ بعض البرامج، وتعويدهم على الخير وتوزيع الكتيبات كل أسبوع ويفضل توزيعها في الأوقات التي يكثر فيها المصلون بالإضافة الى وضع صندوق للمسجد خاص بأسئلة المصلين من الرجال والنساء يجاب عنها في وقت محدد كل أسبوع. ونشر فتاوى أهل العلم في المسائل المهمة كسماحة الشيخ ابن باز، رحمه الله، والشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن جبرين وغيرهم من العلماء وتقديم هدية رمضان من جماعة المسجد توزع على سكان الحي وهي عبارة عن كتيب وشريط وبعض النشرات التوجيهية وتنظيم مسابقة للصغار في مجموعة من سور القرآن الكريم، كذلك بعض الأذكار النبوية او القصص الهادفة وغيرها، ويتم تكريمهم وإعطائهم الجوائز أمام أولياء أمورهم وجماعة المسجد.
كذلك تنظيم مسابقة للنساء وذلك بإعداد وتوزيع اسئلة في المصلى ليقمن بالإجابة عنها ووضعها في صندوق خاص عندهن، ليتم فرز الإجابات الصحيحة وتوزيع الجوائز والقراءة على المصلين بعد صلاة العصر وقبل صلاة العشاء، والاهتمام بالمادة المقروءة وتنويعها ومحاولة استغلال الفرص في الارشاد والتوجيه بين حين وآخر. واستضافة بعض اهل العلم لإلقاء دروس خاصة بالنساء والإجابة عن اسئلتهن، وذلك في الجوامع المناسبة مع الاعلان عنها في المساجد المحيطة قبل إقامة الدرس بفترة كافية والاهتمام بلوحة اعلانات المسجد ووضعها ان لم توجد وذلك بوضع جزء للفتاوى للدروس والمحاضرات للفوائد وجعلها تتجدد بين حين وآخر تحت اشراف إمام المسجد.
الخواطر الإيمانية
ووجه د.محمد ضاوي العصيمي نصائحه للأئمة في شهر رمضان فيقول: على الأئمة في شهر رمضان مسؤولية عظيمة وأمانة جسيمة فاستشعار هذه المسؤولية يجعلهم يعدون العدة لاستقبال الشهر استقبالا مختلفا عن الآخرين، فالناس في هذا الشهر مقبلون والنفوس متجهة بفطرتها الإيمانية الى التوجه الى بيوت الله تعالى، وتكمن مسؤولية الامام والمؤذن في ان يستشعرا أولا عظم هذه الامانة والمسؤولية الملقاة على عاتقهما بدءا من استقبال جمهور المصلين واقتناص الفرصة الذهبية التي قد لا تتكرر وذلك يكون بأمور تبدأ من انتقاء الخواطر الإيمانية والمواعظ المؤثرة ثم تعاهد المصلين بالنصح والتذكير وانبساط النفس وحسن اللقيا والابتسامة، ثم تذكيرهم بأهمية العناية بكتاب الله تعالى، عبر إقامة حلقات تصحيح التلاوة ومسابقات حفظ القرآن الكريم ودروس التفسير وتشجيعهم على اقتطاع جزء من اوقاتهم للمكث في المسجد والاعتكاف فيه والانقطاع عن المشاغل الدنيوية والصوارف الحياتية وتذكيرهم بالبذل والصدقة والمساهمة في المشاريع الخيرية وتعاهد المحتاجين، ولا يفوتني ان اذكر بأهمية ان يكون للمرأة نصيب من الموعظة والخاطرة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل من خلال تخولهنّ بالموعظة الخاصة بهن وإذنه لهن بالاعتكاف، ونهيه لمن اراد نهيهن عن غشيان المساجد فقال: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله».
الموعظة الحسنة
من جهته، يقول الشيخ د.خالد الخالدي: مما هو معلوم ازدياد إقبال الناس على المساجد في شهر رمضان شهر العبادة ومغفرة الله لعباده ورحمته بهم مما يوجب على الأئمة والخطباء حسن الاستقبال لهذه الجموع، عن طريق تربيتهم وربطهم ببيوت الله عزّ وجلّ وبيان انها احب البقاع الى الله تعالى، وأن الأجور فيها تضاعف والسكينة فيها تنزل على الذين يغشونها تعبدا لله عزّ وجلّ، متمسكا بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله عزّ وجلّ بالحكمة والموعظة الحسنة واللين والجدال بالتي هي احسن، مما يؤثر بدوره على استمرارهم من ارتياد المساجد حتى بعد شهر رمضان المبارك.