- الشريكة: ليست فقط في شهر رمضان ولكن في كل الشهور واجبة
- البراك: يتضاعف أجرها في شهر الخير والبركات وقطيعتها إثم كبير وعقوق
- العتيبي: من خير الأعمال التي ارتبطت إقامتها برباط يصل صاحبه بعرش الرحمن
قال النبي صلى الله عليه وسلم «من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه» فلصلة الأرحام فضل عظيم وهي من علامات الإيمان، وتكون سببا للبركة في الرزق والعمر وصلة الأرحام واجبة في رمضان وغير رمضان.
يقول د.عبدالله الشريكة: صلة الأرحام هي من طاعة الله عزّ وجلّ وسبب في دخول الجنة وبركة في العمر وأمرنا بها الله تعالى ونهانا عن قطيعة الأرحام والإساءة إليهم. قال تعالى: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت». رواه البخاري.
ولفت د.الشريكة إلى ان صلة الأرحام ليست فقط في شهر رمضان، ولكن في كل الشهور واجبة لأنها تحقق المودة والرحمة بين الأهل وبين المسلمين في المجتمع الواحد.
وطالب الشريكة كل من يقطع رحمه أن يبادر بصلة الأرحام خاصة ونحن في شهر الجود والكرم، مبينا ان التسامح يجعل المسلم يصل من قطعه ويعطي من حرمه ويفتح معه صفحة جديدة وينسى الخلافات بين الأهل والأقارب والجيران.
كما طالب الشريكة الدعاة وخطباء المساجد بتناول هذه القضية لحث الناس على صلة الأرحام وذلك بذكر الجزاء والفضل الذي ينتظر من يفعل ذلك وعقوبة من يقطع الأرحام.
احذروا قطيعة الرحم
ويؤكد د.محمد البراك أن صلة الرحم واجبة في سائر الأوقات، ويعظم أجرها ويتضاعف في شهر الخير والبركات، وقطيعتها إثم كبير وعقوق، ويزداد إثم قطيعتها في رمضان.
ورمضان فرصة عظيمة لمن كانت بينه وبين أحد من أرحامه وأقاربه قطيعة، فعليه ان يغتنم هذه الأيام المباركة في صلة رحمه، حتى ولو لم يكن هو السبب في القطيعة، وله بذلك الأجر من الله سبحانه ان احتسب ذلك لوجه الله تعالى.
فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إليّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليّ. فقال: «لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم الملّ، ولايزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك» صحيح مسلم.
وأوضح أن لصلة الرحم فضائل كثيرة، فهي سبب لدخول الجنة وصلة الله للعبد في الدنيا والآخرة، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: دلني على عمل أعمله يدنيني من الجنة، ويباعدني من النار، قال: «تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل ذا رحمك» فلما أدبر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن تمسك بما أمر به دخل الجنة». صحيح مسلم.
وصلة الرحم سبب للبركة في العمر وكثرة الرزق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره، فليصل رحمه» متفق عليه.
ومن وصل رحمه وصله الله بالرحمة والمغفرة والبركة وبكل خير، ومن قطعها قطعه الله عزّ وجلّ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم، فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة، قال: نعم، اما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك»، ثم قال صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا إن شئتم: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم - سورة محمد: 23) «متفق عليه».
وصلة الله سبحانه وتعالى عبارة عن لطفه بهم ورحمته إياهم وعطفه بإحسانه ونعمه، وصلتهم بأهل ملكوته الأعلى، وشرح صدورهم لمعرفته وطاعته.
فصلوا أرحامكم بالزيارات والهدايا والنفقات، صلوهم بالعطف ولين الجانب وبشاشة الوجه والإكرام، ومتابعة أخبارهم، والاتصال بهم، وبكل ما يتعارف الناس عليه من وصل، خاصة في هذا الشهر الذي تتضاعف فيه الحسنات.
واحذروا قطيعة الرحم فإنها سبب للعنة الله وعقابه يقول الله عزّ وجلّ: (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار - الرعد: 25).
الرحم معلقة بالعرش
ويضيف د.فيصل علوش العتيبي قائلا: يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لحل الخلافات والنزاعات وعودة القلوب الى صفائها وإحسانها، والواجب ان يكون هذا الشهر سببا للتواصل والرحمة وإزالة العداوات والقطيعة والاختلافات، وكذلك استغلاله بتقريب الاختلاف بين الأقارب والإصلاح فيما بينهم والإحسان إليهم، وفي شهر رمضان يحرص الكثير من المسلمين على صلة أرحامهم المقطوعة ويبدأون بزيارتهم تأكيدا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالاستمرار في صلة الأقارب نظرا لكونها خطوة حقيقية في ازالة الخلافات وتوطيد الاواصر ودعم الاخوة بين المسلمين لما وعد الله ورسوله واصل الرحم بالفضل العظيم والاجر الكبير والثواب الجزيل، ففي الدنيا قال صلى الله عليه وسلم: «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله» وقوله صلى الله عليه وسلم «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه وفي الآخرة صلة الرحم سبب من اسباب دخول الجنة مع أول الداخلين» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته قالوا: وما هي يا رسول الله بأبي أنت وأمي، قال: تعطي من حرمك وتصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك فإذا فعلت ذلك يدخلك الله الجنة».
فصلة الرحم من اسباب طول العمر وبسط الرزق وهو من خير الأعمال والتي ارتبطت إقامتها برباط يصل صاحبه بعرش الرحمن ومن يصل رحمه يصله الله تعالى ويكون سببا لدخول العبد الجنة وغفران ذنوبه ونيل اعلى الدرجات وصلة الرحم دليل على إيمان العبد بربه وقربه من الله تعالى، كما انها دليل على الإيمان باليوم الآخر.