قتل 16 مدنيا من جامعي الكمأة على الأقل أمس، فيما يواصل موسم الكمأة كما في كل عام حصد المزيد من السوريين الباحثين عن أي مصدر يحسنون به دخلهم في ظل انهيار الليرة والغلاء الفاحش، حتى لو اقتضى الأمر المخاطرة بحياتهم.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل «16 مدنيا بينهم تسع نساء على الأقل وإصابة آخرين بجروح خطرة جراء انفجار لغم بشاحنة صغيرة» في منطقة السبخة الصحراوية التي ينتشر فيها تنظيم «داعش» في ريف الرقة الشمالي. ورجح المرصد ارتفاع عدد القتلى لوجود جرحى بعضهم بحالة خطرة.
وأقلت الشاحنة، وفق المرصد، أكثر من عشرين مدنيا بينما كانوا بصدد البحث عن ثمرة الكمأة التي يمتد موسم جمعها بين فبراير وأبريل.
وتكرر خلال الأسابيع القليلة الماضية سقوط قتلى جراء انفجار الألغام أو حتى نتيجة الهجمات التي يشنها مسلحون مع انصراف السكان إلى جمع الكمأة من مناطق صحراوية شاسعة، انكفأ إليها مقاتلو التنظيم بعد دحره من آخر معاقله عام 2019.
وقتل 18 شخصا غالبيتهم مدنيون جراء هجوم للتنظيم على جامعي الكمأة في ريف دير الزور الشرقي في 6 الجاري، وفق المرصد.
وقتل 14 مدنيا من جامعي الكمأة في 25 فبراير جراء انفجار لغم من مخلفات التنظيم في بادية الرقة.
ورغم المخاطر وتحذير السلطات الأمنية، يواصل السكان جمع الكمأة نظرا لأنها تباع بسعر مرتفع، ما يفسر الإقبال على جمعها في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعصف بسوريا بعد 13 عاما من نزاع دام.
وتعد الأجسام المتفجرة وضمنها الألغام من الملفات الشائكة التي يبدو التصدي لها صعبا في بلد يشهد نزاعا أودى بأكثر من نصف مليون شخص.