قال رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان محمد شقير ان القطاع الخاص في لبنان كان قد بدأ في العام 2023 الخروج «تدريجيا» من الازمة الاقتصادية، مشيرا إلى ان موسم الصيف الماضي كان «مختلفا» عن الاعوام القليلة التي سبقته.
وأضاف شقير في حديث للزميل فواز العتيبي من «كونا» ان الاقتصاد اللبناني «يعيش كل يوم بيومه»، مشيرا إلى ان صمود الاقتصاد واستمراره في ضوء الأوضاع غير المستقرة يعود إلى أمرين: الاول، القطاع الخاص ونشاطه، والثاني المغترب اللبناني الذي يرسل التحويلات المالية.
وأوضح انه وسط أزمة لبنان الاقتصادية توجد فرص تمثلت في تحرك الصناعة اللبنانية التي «توسعت بشكل لافت» مشيرا إلى انه بين عامي 2022 و2023 تم افتتاح 780 مصنعا جديدا معظمها في قطاع الأغذية.
وذكر شقير انه في ضوء الازمة الاقتصادية التي يعانيها لبنان قامت الكثير من المصانع المحلية بتوسيع انتاجها.
وبين انه قبل الازمة الاقتصادية كانت المواد التي تباع في الاسواق والتعاونيات اللبنانية تشكل 30 % منها «فقط» صناعة محلية والباقي يتم استيراده من الخارج «لكن الوضع قد تغير اليوم» اذ أصبح 60 % من المنتجات التي تعرض في الاسواق محلية الصنع.
وأشار إلى ان هذا التغير يعود إلى انخفاض قيمة العملة المحلية (الليرة اللبنانية) مقابل الدولار الاميركي، الامر الذي دفع المستهلك إلى اللجوء للمنتجات المحلية لانخفاض أسعارها.
وأوضح شقير ان انخفاض قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الاميركي «مكن وشجع» المصانع المحلية من تصدير انتاجها إلى الخارج بسبب انخفاض التكلفة بالعملة المحلية.
وقال ان أكثر القطاعات الاقتصادية تأثرا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجنوب اللبناني هو قطاع الفنادق والسياحة بسبب المخاوف من تطور الاوضاع الامنية وتوسع الحرب إلى الداخل اللبناني.
وبين ان من الاسباب التي «اثرت سلبا» ايضا على قطاع الفنادق في لبنان هي الغرف المستأجرة التي يملكها افراد لا يحملون صفة اعتبارية تجارية، اذ تبلغ أكثر من 10 آلاف غرفة، مشيرا إلى ان هذا النوع من النشاط يحتاج إلى اطار قانوني ينظم عمله.
وأكد ان القطاع التجاري في لبنان بشكل عام تأثر بغياب «السائح الخليجي» الذي كان يزور لبنان في اوضاعه المستقرة طوال العام.
وأوضح ان اقتصاد لبنان يعتمد بشكل كبير على دول مجلس التعاون سواء من جانب تصدير المنتجات الغذائية والزراعية اليها او الاستثمارات الخليجية، معربا عن الامل في انتخاب رئيس جمهورية جديد «يعيد ثقة الاشقاء العرب في لبنان».