- الطبطبائي: بعض المسلسلات الرمضانية لا تخلو من المخالفات الشرعية
- الأحمد: الإعلام القديم أخلاقياً أكثر التزاماً من الجديد الذي يخلط فيه الحابل بالنابل
- الرومي: على الأسرة حماية أبنائها من السموم التي تبث على مواقع التواصل والفضائيات
للإعلام دور مهم وحيوي، وأصبح ضرورة لا غنى عنها، الا ان الكثير من وسائل الاعلام أغفلت الدور الحقيقي للاعلام، فنجد في شهر رمضان تكثر المسلسلات والبرامج التي تسيء الى الشهر الكريم.
وفي البداية، أكد العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الاسلامية د.السيد محمد الطبطبائي ان ما يبث في شهر رمضان المبارك من مسلسلات رمضانية لا تخلو غالبا من المخالفات الشرعية والتبرج وغيرهما من شأنه ان يخدش الصيام وينقص اجر الصائم، ونحن في شهر الرحمة والمغفرة، شهر تفتح فيه ابواب الجنة وتغلق فيه ابواب النار وتصفد فيه شياطين الجن، ولكن للاسف نجد شياطين الانس اغلبهم ينتشر في معظم المواقع والقنوات وخاصة في شهر رمضان الذي له خصوصيته وحرمته.
سلاح ذو حدين
من جانبه، قال الاعلامي والكاتب الصحافي وليد الأحمد ان الاعلام سلاح ذو حدين، اما ان ينقل الحقيقة فتسعد البشرية بالواقع او يقلبها رأسا على عقب فتختلط الاوراق.
واضاف: عندما نتحدث عن الاعلام في رمضان فإننا لابد من التطرق اليه بصورة عامة بشقيه القديم والحديث، فمثلا الاعلام القديم كان يركز كثيرا على نشر الفضيلة وتوعية المجتمعات الاسلامية بأهمية وفوائد صوم هذا الشهر ويكون الاستعداد له قبل فترة من قدومه.
ويشير الاحمد حول الاعلام القديم في رمضان إلى انه كان يعد العدة باستقبال الشهر الفضيل من خلال الاجهزة الاعلامية الثلاثة (المرئية والمقروءة والمسموعة) ببث الفقرات الدينية والتوعوية وتفسير القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة وعمل مسلسلات تاريخية واسلامية وبرامج ثقافية وغيرها من الرسائل الايجابية، اضافة الى المسلسلات الكرتونية للاطفال والمسلسلات الاجتماعية والدينية الجاذبة للصغار والكبار، حيث يلتف جميع افراد الاسرة لمتابعتها.
وتطرق الى الجانب الآخر من الاعلام الحديث في رمضان، مبينا اختلافه عن سابقه، بعد ان دخل معه السوشيال ميديا، حيث اختلط معه الحابل بالنابل، ولم تعد الوسائل الاعلامية التقليدية تجذب الناس كما يجذبها هذا العالم الجديد من الانترنت وعالم القرية الصغيرة والتطبيقات الالكترونية التي باتت تختصر المسافات من خلال الاجهزة النقالة، حيث يقبع فيها الغث والسمين من مواقع ملتزمة واخرى منحرفة وثالثة تطعن بالعقيدة واخرى تزور الحقائق وتلهي الشعوب، الامر الذي باتت معه الحكومات لا تستطيع السيطرة عليها واختيار الصالح من الطالح.
كما بين الاحمد ان الاعلام القديم كان اكثر التزاما من حيث الاخلاقيات من الاعلام الحديث الذي كما افادنا دمر العديد من اخلاقيات وافكار شبابنا بسبب انفتاحه اللامحدود ونشره كل ممنوع.
واختتم الاحمد حديثه بالتركيز على اهمية دور الاسرة في التنشئة الملتزمة منذ الصغر بتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف باعتدال من صلاة وصيام وقراءة للقرآن وصدقة وعبادة وقيم اجتماعية واخلاقية ثابتة، حتى اذا كبر يكون قد استند الى قاعدة متينة يستطيع من خلالها ان يحل الحلال ويحرم الحرام ويميز بين الخير والشر، ويقفل الابواب امام الافكار التغريبية الهدامة والاطروحات المنحرفة القادمة عبر هذا الاعلام الجديد من الخارج.
قنوات سيئة
بدوره، طالب الاعلامي سليمان الرومي الاسرة بمراقبة ابنائها وحمايتهم من السموم التي تبثها الكثير من مواقع التواصل ومن الفضائيات المتعددة. وقال ان هذه البرامج الترويحية لا تراعي حرمة الشهر الكريم واغلبها تخاطب الغرائز، ومع وجود قلة من المواقع والقنوات تتناول قضايا شرعية وفقهية ومسلسلات تاريخية، ولكن للاسف مساحتها لا تتجاوز 20%، مما يجعل المشاهد في صراع بين مشاهدتها وبين الاستزادة من الطاعة في الشهر المبارك، حيث ان معظم المواقع تستفز مشاعر المسلمين من حيث الشكل والمضمون ولا تراعي القيم الاسلامية، وطالب بأن تكون البرامج سواء الاجتماعية او الرياضية او السياسية بالصبغة الاسلامية وان تراعى القيم الاسلامية وان تكون مرتبطة بالعادات والتقاليد، فعلى القائمين على هذه البرامج ان يتقوا الله تعالى فيما يعرض على قنواتهم طوال السنة بشكل عام وفي شهر رمضان بشكل خاص، وان يبتعدوا عن كل ما يخدش الاجواء الروحية للشهر المبارك، ولنذكرهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم «إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء (وفي رواية «أبواب الجنة»، وفي رواية «أبواب الرحمة») وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين».