القاهرة - خديجة حمودة
أكد وزير الخارجية سامح شكري أهمية أن تشمل أي عملية سياسية مستقبلية كل الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة الداخلية السودانية، على أن تتم تلك العملية في إطار مبادئ احترام سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والحفاظ على الدولة ومؤسساتها ومنع تفككها.
جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية أمس المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو، والذي يزور مصر في إطار جولة إقليمية تستهدف التشاور حول سبل إنهاء الأزمة في السودان.
وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير شكري أعرب للمبعوث الأميركي، عن ترحيب مصر بتوليه منصبه، وحرصه على زيارة القاهرة في أول جولة خارجية له بعد توليه منصبه، وما يمثله ذلك من إدراك لما تمثله مصر من رقم فاعل ومحوري في حل الأزمة بالسودان.
وحرص الوزير شكري، على إحاطة المبعوث الأمريكي بالاتصالات التي اضطلعت بها مصر مع الأطراف السودانية المختلفة، والجهود الديبلوماسية التي قامت بها مع القوى الدولية والإقليمية والمنظمات الأممية والدولية، سواء عبر مسار دول الجوار أو غيره، لنقل رسائل أساسية مفادها ضرورة وقف التصعيد والتوصل لاتفاق مستدام لوقف إطلاق النار، والحفاظ على تماسك الدولة السودانية ومؤسساتها ونسيجها الاجتماعي، بالإضافة إلى حث المجتمع الدولي على توفير كل المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لسد احتياجات الشعب السوداني.
وأضاف السفير أبو زيد، أن وزير الخارجية استعرض موقف مصر القائم على أهمية التعامل مع النزاع في السودان باعتباره شأنا سودانيا خالصا، وضرورة عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة بشكل يعيق جهود احتوائها.
وأردف أبو زيد، بأن وزير الخارجية أشار إلى جهود الدولة المصرية لتقديم الدعم اللازم للشعب السوداني منذ بدء الأزمة، واستقبالها أكثر من نصف مليون مواطن سوداني، بالإضافة إلى أكثر من خمسة ملايين سوداني آخرين يعيشون في مصر دون تفرقة بينهم وبين المواطنين المصريين، منوها بحرص مصر على الاستمرار في تقديم الدعم الإغاثي والتنموي والخدمي للسودان في محنته الحالية.
كما تناول اللقاء الجهود المصرية الحالية لتهيئة المناخ السياسي بالسودان، والتي تعكس حرص مصر على التواصل مع كل الأطراف السودانية الفاعلة، تأكيدا لمبدأ شمولية العملية السياسية.
من جانبه، أعرب المبعوث الأميركي عن سعادته بزيارة مصر في أول جولة إقليمية له بعد توليه المنصب، تأكيدا على إدراك الإدارة الأميركية لأهمية دور مصر وتأثيرها في المنطقة، ومحورية دورها في أي حل مستقبلي للأزمة السودانية.
وحرص المبعوث الأميركي على الاستماع إلى تقييم وزير الخارجية بشأن السبيل الأمثل للخروج من الأزمة الحالية في السودان، تأسيسا على ما تتمتع به مصر من خبرة وفهم عميق لتعقيدات المشهد السوداني وعلاقتها التاريخية من الشرائح الاجتماعية والسياسية المتنوعة على الساحة السودانية.
وأشار المتحدث الرسمي في ختام تصريحاته، إلى أن الجانبين اتفقا على مواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، حيث أكد وزير الخارجية أن الولايات المتحدة لما لديها من القدرة والتأثير تستطيع من خلالهما أن تقدم الكثير لدعم السودان ومساعدته على الخروج من محنته الحالية.