- محمد البراك: سنّة مؤكدة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم جماعة وتركها خشية أن تُفرض على المسلمين
- مطلق الجاسر: الأصل في صلاة المرأة أن تكون في بيتها وفي موضع أخفى وأكثر خصوصية
إعداد/ ليلي الشافعي
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» أخرجه البخاري ومسلم.
وصلاة التراويح سنة مؤكدة وهي من خصوصيات شهر رمضان. حول أهمية صلاة التراويح وتوضيحا لصلاة النساء في المسجد نتعرف على آراء العلماء.
فعن فضل صلاة التراويح يقول الشيخ د.محمد البراك: صلاة التراويح سنة مؤكدة، صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين وتركها لما اجتمعوا عليه، خشية أن تفرض عليهم، وإقامتها اظهار لشعيرة من شعائر الإسلام، وتعد من أفضل القربات والطاعات، ولها شأن عظيم في تثبيت الإيمان، والإعانة على جليل الأعمال، وما فيه صلاح الأحوال والمآل، وهي من أعظم العبادات في هذا الشهر، فإذا ذكر رمضان ذكر القيام، فهما متلازمان عند أهل الإيمان، ولا يسمى العابد عابدا إلا اذا كان له حظ من الصيام والقيام.
ولقيام الليل من رمضان ثواب عظيم رغب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» متفق عليه. أي: من قام ليالي رمضان مصليا، مصدقا بوعد الله بالثواب، وطالبا الأجر من الله وحده، لا يقصد بقيامه رياء ولا سمعة، غفر الله له ما تقدم من ذنبه.
وصلاة التراويح جماعة في المسجد افضل وأولى من صلاتها في البيت على انفراد، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة». أحمد والترمذي.
ومن المعلوم أن لقيام الليل عامة فضائل كثيرة، منها: أن الله عز وجل وصف عباده المؤمنين وزكاهم بأنهم: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون - الذاريات: 17). وقال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة بعد المكتوبة - يعني: الفريضة - صلاة الليل». صحيح مسلم.
فعلينا الاجتهاد في القيام وطاعة الله في ليالي رمضان، فهو شهر المغفرة والرحمة، وقبول الدعوات وغفران الذنوب، والعتق من النيران، ولنجتهد في اول الليل وآخره بالقيام، لأنه كما قال صلى الله عليه وسلم: «من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه، وهي كل ليلة». صحيح مسلم.
وخاصة في ثلث الليل الأخير فإنه وقت نزول ربنا جل جلاله، نزولا يليق بجلاله وكماله، إلى السماء الدنيا، فيقول: «من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟» متفق عليه.
فكيف يفوت المسلم هذا الأجر الكبير، وينصرف عنه إلى الانشغال بأمور الدنيا الفانية ويفوت الحسنات ومضاعفة الأعمال الصالحات.
أما من اعتاد السهر في هذه الليالي الفاضلة، وأضاع ليله وصلاته، وأقام على اللهو واللعب، وقطع ليله بما يغضب ربه بفعل المنكرات والمجاهرة بالمعاصي والسيئات، فهؤلاء عليهم ان يراجعوا انفسهم، ويستدركوا امرهم قبل فوات الأوان، لأن المرء لا يدري هل سيأتي عليه رمضان آخر أم لا، نسأل الله أن يوقظنا من غفلتنا. آمين.
وحول ما يصح لصلاة التراويح للمرأة في المسجد يؤكد د.مطلق الجاسر أن صلاة التراويح سنة مؤكدة، وتسن للرجال في المساجد والأصل في صلاة المرأة أن تكون في بيتها، لقوله ﷺ: «لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن» رواه أبو داود في سننه بسند صحيح.
بل كلما كانت صلاتها في موضع أخفى وأكثر خصوصية في بيتها كان ذلك أفضل كما قال ﷺ: «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها» رواه أبو داود في سننه وهو صحيح.
وعن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي ﷺ «فقالت يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي قال فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عزّ وجلّ». رواه الإمام أحمد ورجال إسناده ثقات. لكن قد يرجح أن تصلي المرأة في المسجد لأمور، منها ما لو وجد في بيت المرأة شئ من التشويش يمنع خشوعها، أو أنها تريد أن تسمع القرآن من قارئ جيد فلا مانع من صلاتها في المسجد، لحديث عبدالله بن عمر قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنكم إليها». رواه مسلم.
ويؤيد ذلك القاعدة الفقهية التي ذكرها السيوطي - رحمه الله - في كتابه: «الأشباه والنظائر» (ص 147) بقوله: «الفضيلة المتعلقة بنفس العبادة أولى من المتعلقة بمكانها».
ولكن ذهاب المرأة إلى المسجد يشترط فيه ما يلي: أن تكون بالحجاب الكامل. وأن تخرج غير متطيبة. وأيضا أن يكون ذلك بإذن الزوج. وألا يكون في خروجها أي محرم آخر.
فلو خالفت المرأة شيئا مما ذكر فإنه يحق لزوجها أو وليها أن يمنعها من الذهاب بل يجب ذلك عليه.