عواصم - وكالات:
أرجئ تصويت على مشروع قرار جديد في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق نار «فوري» في غزة كان مقررا أمس، سعيا لتفادي فشل جديد بعد رفض مشروع قرار أميركي أمس الأول، في وقت تؤكد إسرائيل عزمها شن هجوم بري على مدينة رفح المكتظة بالنازحين رغم معارضة واشنطن. ووصف المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) جيمس إلدر ما يحدث في غزة بأنه أصبح حربا على الأطفال، مؤكدا أن القطاع لم يعد مكانا مناسبا للأطفال في الوقت الحالي.
وقال إن اطفال غزة يشكلون 40% من عدد القتلى. وأشار إلدر إلى أن هناك الكثير من اليأس في قطاع غزة، ولايزال هناك خوف كبير من أن تتحقق الفكرة المجنونة بشن هجوم عسكري على مدينة رفح. وكانت روسيا والصين استخدمتا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإسقاط مشروع قرار أميركي دعمت فيه واشنطن للمرة الأولى وقفا «فوريا» لإطلاق النار في غزة لكنها ربطته بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين. وعملت 8 من الدول العشر غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن بينها الجزائر، على مسودة قرار جديد «يحض على وقف نار إنساني فوري لشهر رمضان... يقود إلى وقف إطلاق نار دائم». وطالبت الولايات المتحدة بإدخال تعديلات على النص، وفق ما أفادت مصادر ديبلوماسية وكالة فرانس برس، مشيرة إلى أنه تم تأجيل التصويت إلى يوم غد الإثنين للسماح بمواصلة المفاوضات التي تتناول بصورة خاصة الربط بين وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
على صعيد المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أمس، بأن مجلس الحرب الإسرائيلي وسع التفويض الممنوح لوفد التفاوض الإسرائيلي في الدوحة، برئاسة مدير الموساد ديفيد برنيع ومنحه صلاحيات إضافية محدودة.
ميدانيا، وتزامنا مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجانب المصري للحدود مع قطاع غزة وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة استمر القصف المدفعي والغارات في حصد مزيد من الأرواح في مختلف أنحاء القطاع المحاصر، ما يدفع بمزيد من الغزيين للنزوح إلى مدن الجنوب التي لم تسلم من القصف. واستهدف قصف إسرائيلي جديد فلسطينيين ينتظرون المساعدات في دوار الكويت بمدينة غزة، ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد منهم.
وأفاد الإعلام الحكومي التابع لحماس بأن الجيش الإسرائيلي «شن أكثر من 45 غارة جوية دموية ترافقت مع قصف مدفعي مكثف، في مدينة غزة ومخيمات جباليا والشاطئ والنصيرات ورفح وخان يونس».
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي أمس مواصلة هجومه لليوم السادس في مجمع الشفاء الطبي والأحياء المحيطة به غرب مدينة غزة، حيث قال إنه «قضى على أكثر من 170» مقاتلا واستجوب أكثر من «800 مشتبه به» وعثر على أسلحة.
وقال الإعلام الحكومي في غزة إن «جيش الاحتلال واصل محاصرة واقتحام مجمع الشفاء الطبي وقصف وأحرق عدة مبان فيه، واحتجز نحو 240 من المرضى ومرافقيهم واعتقل عشرات الكوادر الطبية».
من جهتها، قالت وزارة الصحة في غزة إنها أحصت «إصابة أكثر من مليون فلسطيني بأمراض معدية بسبب الظروف الصحية والمعيشية القاسية التي تسبب بها عدوان الاحتلال على القطاع».