- الطبطبائي: الموظف الكسول في رمضان يقع في الحرام ويقلّل من أجر وثواب صومه
- الشطي: رمضان شهر عمل وإنجاز .. وأداء الوظيفة على الوجه الأكمل عبادة وقربة إلى الله
يتخذ البعض من صيام شهر رمضان ذريعة للتكاسل والإهمال في العمل، ولا يتدبرون معنى فريضة الصوم وأنها عبادة سامية هدفها السمو الروحي على متطلبات الجسد، وعلى من يريد أن يحسن صومه أن يحسن عمله في نهار رمضان لا أن يتحول إلى طاقة معطلة.
حول كيفية إحسان العمل والإخلاص فيه بهذا الشهر المبارك نتعرف على أقوال علماء الشرع.
الصيام ليس وسيلة
يؤكد د.سيد محمد الطبطبائي أن الصيام ليس وسيلة إلى إهمال العمل فالشرع لم يكلفنا بالصيام حتى نتهرب من أعمالنا التي نأخذ عليها أجرا، ولو نظرنا إلى ما كان يحدث بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان لعلمنا أننا نترك الأمر اليسير بحجة أن الصيام يعوقنا عن أدائه، فقد كان بعض اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحاربون ويجاهدون في سبيل الله عزّ وجلّ وهم صائمون ولهذا فإن الموظف الذي يتكاسل عن عمله يقع في الحرام، ولكن هذا لا يؤدي إلى بطلان الصوم، أما من نام كثيرا فقد اضاع وقتا طويلا من غير عمل او مصلحة عامة او خاصة وفاتته الحكمة العليا من الصيام.
خدمة الناس
وزاد: ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره بأنواع العبادات والقربات، والمسلم يجب عليه ان يكون نشيطا في عبادته وعمله وأن يستشعر أن الأجر مضاعف سواء في خدمة الناس أو في عبادته لربه، فيجب على كل مسلم وخاصة الموظف أن يظهر الجد والاجتهاد وحسن الخلق لأنه في عبادة.
وشدد د.الطبطبائي على أنه لا يجوز أن نتوقف ونؤخر مصالح الناس في هذا الشهر المبارك بحجة صوم رمضان، ولابد أن نظهر أمام غير المسلمين أن هذا الشهر هو شهر رحمة وفائدة للإنسان في دنياه وآخرته.
شهر العمل والإنجاز
يؤكد د.محمد الشطي أن شهر رمضان شهر العمل والعطاء والجهاد بل العمل الوظيفي عبادة وقربة يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى ليزيد رصيد حسناته، ولقد حث الاسلام على العمل وشجع على الكسب الطيب، ودعا الناس للسعي في طلب الرزق وحثنا على الكسب الطيب وأثاب عليه، ونهانا عن أكل المال الحرام وعاقب عليه ولكن نجد البعض يظن ان شهر رمضان شهر النوم والراحة والدعة.
قال سبحانه (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) وقال تعالى: (وجعلنا النهار معاشا) فكان من الواجب ان ينهض الانسان للعمل مستشعرا بشعار الجد والنشاط طارحا القعود والكسل وراءه ظهريا.
وطالب الشطي بالمحافظة على اقوات الدوام الرسمية والحفاظ على ما تحت يديه وأن يكون وفيا لعمله سواء في رمضان او غير رمضان، فرمضان شهر العمل وشهر الانتصارات وشهر الانجاز وليس شهر التكاسل والرقاد والكسل، اما اهمال العمل بحجة الصيام فذلك يتعارض مع اهداف الصيام السامية وجوهر رمضان في العمل والعبادة.