انطلقت في القاهرة أمس جولة جديدة من المفاوضات سعيا للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة الذي دمرته الحرب الاسرائيلية المستمرة منذ نحو ستة أشهر.
وبعد اكثر من أسبوع على قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقف إطلاق نار فوري في رمضان، لم تتوقف الطائرات والمدافع الاسرائيلية في دك القطاع المحاصر، حيث تجاوزت حصيلة القتلى أكثر من 32700 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى 75190 مصابا ولا يزال آلاف المواطنين في عداد المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات، ويمنع الجيش الاسرائيلي طواقم الإسعاف والإنقاذ من الوصول إليهم، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحركة «حماس».
وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن «الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة بقصف خيام صحافيين ونازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى»، وأسفرت عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 16 على الأقل بينهم صحافيون. فيما واصل الجيش حربه على مستشفى الشفاء ومحيطه.
وفيما تهدد المجاعة سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.4 مليون شخص، غادر أسطول صغير لارنكا أمس الأول باتجاه غزة لنقل مساعدات إنسانية، وذلك بعد فتح ممر بحري بين قبرص وغزة في منتصف مارس الماضي. وتبلغ حمولة الأسطول نحو 875 طنا من المساعدات الغذائية، حسبما أفادت وكالة الأنباء القبرصية شبه الرسمية. وذكرت أن الأغذية، ومعظمها من الدقيق والأرز والسكر، حملت على متن ثلاث سفن ومنصة واحدة كانت موجودة بالفعل خارج الميناء، وانطلقت متجهة إلى غزة من تنظيم منظمة «المطبخ العالمي المركزي».
وتعد هذه ثاني شحنة مساعدات إلى غزة من لارنكا منذ بدء تشغيل الممر البحري للمساعدات في 12 مارس، وسيتم تفريغ المساعدات على رصيف مؤقت تم تشييده على سواحل غزة باستخدام أنقاض المباني التي تعرضت للقصف.
وفي مواجهة الضغوط الدولية، بما في ذلك تلك التي تمارسها الولايات المتحدة وعائلات الرهان الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة «الموافقة على جولة من المفاوضات في الأيام المقبلة في الدوحة والقاهرة.. للمضي قدما».
وأعلنت قناة «القاهرة» الإخبارية المصرية استئناف مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة.
وذكرت القناة أن مصدرا أمنيا مصريا أكد لها «استئناف مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس بالقاهرة» أمس.
وأضافت القناة أن مصر وقطر، اللتين تقومان بدور وساطة في هذا الصدد، «تواصلان جهودهما المشتركة لإحراز تقدم في المفاوضات بين الجانبين».
جاء ذلك بعدما أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر لإجراء محادثات جديدة، وأفاد مكتبه بأنه «وافق على جولة من المفاوضات في الأيام المقبلة في الدوحة والقاهرة.. للمضي قدما».
من جهتها، اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية إسرائيل بتكريس احتلالها لغزة من خلال ترسيم ما يسمى بمنطقة عازلة تلتهم مساحة واسعة من القطاع، وقالت في بيان «نحذر من مخاطر أية ترتيبات للحكومة الإسرائيلية حول اليوم التالي للعدوان بهدف تكريس سيطرتها على غزة».
واعتبرت أن «أي ترتيبات لا تتم بالتنسيق الكامل مع القيادة الفلسطينية ولا تطرح في إطار حل سياسي واضح مضيعة للوقت».
بدوره، دعا إنريكي مورا، مساعد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إسرائيل لأن تعي ضرورة قيام وطن للفلسطينيين وإلا كانت هناك نكبة نهائية.
وكتب مورا على منصة «إكس»: «لست متأكدا مما إذا كانت السلطات الإسرائيلية تدرك أن ذلك سيكون نقطة تحول تنتهي بعدها الاستراتيجية القديمة».
وأضاف «إما وطن للفلسطينيين، بمعنى دولة، وإما نكبة إلى الأبد.. وهذا الخيار سيؤثر علينا جميعا وسيتردد صداه لعقود».
وفي إطار الضغوط الداخلية على نتنياهو أيضا، توقعت وسائل اعلام اسرائيلية أسبوعا عاصفا من الاحتجاجات ضد الحكومة يمكن أن تصل إلى مطار بن غوريون وذلك غداة اشتباكات عنيفة وقعت مساء السبت بين آلاف المحتجين من ذوي المحتجزين ومن المعارضين الذين طالبوا بإسقاط حكومة نتنياهو وانجاز صفقة تبادل الأسرى. قالت «القناة 12» الإسرائيلية إن الشرطة رفعت حالة التأهب استعدادا لتجدد تظاهرات عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، أمام الكنيست (البرلمان).
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن عائلات الأسرى أنها من الآن فصاعدا ستعمل على إسقاط حكومة نتنياهو الذي تتهمه بالمماطلة في استعادة أبنائها.
من جهة أخرى، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أمس عن قتل شخص يشتبه بأنه نفذ هجوما بسكين أدى إلى إصابة شخصين أحدهما جندي في محطة الحافلات الرئيسية في مدينة بئر السبع بجنوب البلاد.