- الشريكة: شرفت الليلة بأعظم شرف وهو كلام الله عزّ وجلّ
- الجاسر: يظن الكثير أنها في الليالي الوتر وهذا تفويت لخير عظيم
يحتفل المسلمون بليلة القدر التي نزل فيها القرآن الكريم وهي ليلة الشرف وعلو المكانة وهي خير من ألف شهر حول سر إخفاء ليلة القدر وهل هي في ليالي الوتر كما يقول كثير من المسلمين. يوضح لنا علماء الشرع ذلك.
عن سبب إخفاء ليلة القدر بين العشر الأواخر من رمضان يجيب د.عبدالله الشريكة بقوله: لقد أخفاها الله عزّ وجلّ من أجل ان تكون ثمرة من ثمار الصوم، ونتيجة العمل والمصابرة طوال أيام الصوم التي مضت فهي إذن للعبد تمثل الجائزة العظمى للصائمين بعد إتمام فرحتهم وقيام ليلهم، لأنها حقا ليلة العفو والمغفرة، فما أحوج الصائم المؤمن الى ان يراجع حسابات العام ليبدأ من بعدها صفحة مشرقة لصالح الأعمال وحول اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم هذه الليلة المباركة بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، أكد د.الشريكة لتكون دائما منارا يهدي الى الحق والخير والبر والعدل، ولقد كسبت ليلة القدر شرفها من نزول القرآن الكريم فيها وإلا فهي وأية ليلة سواها سواء، فالزمان يفضل بعضه بعضا بما يلابسه من احداث، ولقد شرفت هذه الليلة بأعظم مشرف وهو كلام الله عزّ وجلّ وقد عظم قدرها الله عزّ وجلّ وقال إنها خير من ألف شهر وأن الملائكة تتنزل فيها وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة، وأنها سلام لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عزّ وجلّ، كما ان الله تبارك وتعالى قد انزل في فضلها سورة كاملة تتلى الى يوم القيامة.
في العشر الأواخر
يؤكد د.مطلق الجاسر عن موعد ليلة القدر انها قد تكون في 22 أو 24 أو 26 أو 28 رمضان، فلا يخفى على مسلم فضل ليلة القدر، وأنها خير من ألف شهر، وقد جاء فيها في القرآن والسنة من الفضائل والمنح ما يحفز كل مسلم على الجد والاجتهاد فيها.
ومعلوم أن ليلة القدر في رمضان وفي العشر الأواخر منه بلا إشكال.
ولكن يظن كثير من المسلمين أن ليلة القدر لا تكون إلا في الليالي الأوتار باعتبار ما مضى وهي ليلة 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو 29 فتجدهم يجتهدون في هذه الليالي وربما يكسلون في البقية.
وهذا فيه تفويت لخير عظيم وفضل عميم، فقد تكون ليلة القدر في بقية ليالي العشر 22 و24 و26 و28 من رمضان.
ففي «مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية» (25 / 284-285) سئل: شيخ الإسلام عن ليلة القدر.
فأجاب: «الحمد لله، ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان هكذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «هي في العشر الأواخر من رمضان» وتكون في الوتر منها.
لكن الوتر يكون باعتبار الماضي، فتطلب ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين.
ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لتاسعة تبقى لسابعة تبقى لخامسة تبقى لثالثة تبقى». فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع، وتكون الاثنين والعشرين تاسعة تبقى وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى، وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح، وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر.
وإن كان الشهر تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ الماضي.
وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تحروها في العشر الأواخر».
وتكون في السبع الأواخر أكثر، وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين، كما كان أبي بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين، فقيل له: «بأي شيء علمت ذلك؟ فقال بالآية التي أخبرنا رسول الله أخبرنا أن: «الشمس تطلع صبحة صبيحتها كالطشت لا شعاع لها»، فهذه العلامة التي رواها أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: يعني بحديث أبي سعيد ما روى مسلم في صحيحه (1167) عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له، فلما انقضين، أمر بالبناء فقوض، ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر، فأمر بالبناء فأعيد، ثم خرج على الناس، فقال: «يا أيها الناس! إنها كانت أبينت لي ليلة القدر، وإني خرجت لأخبركم بها، فجاء رجلان يحتقّان، معهما الشيطان، فنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة». قال: قلت: يا أبا سعيد! إنكم بالعدد أعلم منا. قال: أجل، نحن أحق بذلك منكم. قال: قلت: ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: إذا مضت واحدة وعشرون، فالتي تليها اثنتان وعشرون، فهي التاسعة، وإذا مضى ثلاث وعشرون، فالتي تليها السابعة، وإذا مضى خمس وعشرون، فالتي تليها الخامسة.
وقال شيخ الإسلام أيضا في «شرح العمدة»: ثم الوتر باعتبار ما بقي لا باعتبار ما مضى. وكذلك ذكره أحمد. وفي بعضها: أنه باعتبار ما مضى.
فإذا كان باعتبار ما مضى، فليالي الوتر إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين وخمس وعشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين.
وإن كان باعتبار ما بقي: وكان الشهر ثلاثين: فتاسعة تبقى: ليلة اثنين وعشرين، وسابعة تبقى: ليلة أربع وعشرين، وخامسة تبقى: ليلة تسع وعشرين، وثالثة تبقى: ليلة ثمان وعشرين، وواحدة تبقى: آخر ليلة.
وهكذا في حديث أبي بكرة المرفوع، وتفسير أبي سعيد.
وإن كان الشهر تسعا وعشرين، فتاسعة تبقى ليلة إحدى وعشرين.
ويستوي على هذا التقدير الوتر باعتبار ما مضى وما بقي.
ويؤيد ذلك ما روى رواه البخاري (1918) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هي في العشر الأواخر، هي في تسع يمضين، أو في سبع يبقين، يعني ليلة القدر»، وعن خالد عن عكرمة عن ابن عباس: «التمسوا في أربع وعشرين».