- الجميعة: لا بد من استحضار النية واحتساب الأجر على الله والانقطاع للعبادة
- العليمي: فيه حلاوة القرب من الله وهو تتويج لطاعته في شهر الطاعات
الاعتكاف سنّة النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان، وهو ملازمة المسجد للعبادة لمدة محددة كل حسب طاقته، تقربا الى الله عز وجل، ينقطع فيها المعتكف الى الصلاة وقراءة القرآن وذكر الله بالمسجد، وتنتهي مدة اعتكافه بمغادرته المسجد، وقد يكون الاعتكاف ليوم أو اكثر، وقد يكون كذلك لساعة او ساعات أو لبضع دقائق وليست العبرة بطول فترة الاعتكاف بقدر ما هي بخشوع المعتكف وصدقه في العبادة أثناء اعتكافه، هذا ما يوضحه لنا علماء الشرع:
عن حكمة الاعتكاف، يقول د.جلوي الجميعة: الاعتكاف في الشريعة هو المكث في المسجد بقصد التعبد لله وحده، وهو مشروع قرآنا وسنّة واجماعا، ومعناه اصطلاحا هو لزوم المسجد لعبادة الله من شخص مخصوص على صفة مخصوصة، وان الحكمة منه صلاح القلب واستقامته على طريق سيره الى الله ويقبل على الله ويترك فضول المباحات وتحقيق الأنس بالله والاشتغال به وحده والتفكير في تحصيل مرضاته.
وعن آداب الاعتكاف، قال: لابد من استحضار النية الصالحة واحتساب الأجر على الله وإدراك قيمة الحكمة من الاعتكاف، وهي الانقطاع للعبادة، وايضا عدم خروج المعتكف الا للحاجة الضرورية والحرص على الاستيقاظ من النوم قبل كل صلاة بوقت كاف، سواء كانت فريضة او نافلة، والاكثار من النوافل حتى لا يمل المعتكف من الجلوس في المسجد والتنوع في العبادات بالتسبيح والتهليل والصلاة وقراءة القرآن والاستغفار والاستعانة بكتب العلم في تفسير القرآن للمساعدة في تدبره، وعليه خفض الكلام والنوم والتفرغ الى العبادة في المسجد والحرص على الطهارة طوال الوقت والتحلي بالقيم الحميدة مثل الصبر والتعاون وتطبيق السنة.
وحول اعتكاف المرأة، قال: اتفق العلماء على ان الرجل لا يصح اعتكافه الا في المسجد، لقوله تعالى (ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد)، فخص الاعتكاف انه في المساجد، اما المرأة فذهب جمهور العلماء الى انها كالرجل لا يصح اعتكافها الا في المسجد للآية السابقة، ولأن ازواج النبي صلى الله عليه وسلم استأذنه في الاعتكاف في المسجد فأذن لهن، وكن يعتكفن في المسجد بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، ولو كان اعتكاف المرأة في بيتها جائز لأرشدهن النبي صلى الله عليه وسلم إليه، لأن استتار المرأة في بيتها افضل من خروجها للمسجد، وذهب بعض العلماء الى ان المرأة يصح اعتكافها في مسجد بيتها وهو الموضع الذي جعلته للصلاة في بيتها، وضع جمهور العلماء ذلك، وقالوا: ان مسجد بيتها لا يسمى مسجدا إلا على سبيل التجوز وليس على سبيل الحقيقة، فلا يؤخذ احكام المسجد.
فيه حلاوة
وحول شروط الاعتكاف، بين الشيخ د.راشد العليمي ذلك بقوله: الاعتكاف يكون بالاقامة بالمسجد بنية التقرب الى الله عز وجل، وعلى المعتكف الالتزام بأحكامه التي فصلها الفقهاء، وعموما عليه ان يكثر من ذكر الله واستغفاره وتلاوة القرآن والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألا يشغل قلبه بما لا يعنيه، وان يتقرب الى الله بالدعاء، وليس للمسلم ان يلزم نفسه بالاعتكاف بمسجد معين، إذ لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد رسول الله والمسجد الاقصى، واذا كان البعض يقول انه يحسن الاعتكاف بالصمت خشية انزلاق اللسان الى ما يغضب الله او حتى بالتكلم في شؤون الحياة وماديتها، فإن هؤلاء يرد عليهم ان ديننا دين ايجابي واقعي يكره السلبية ويحارب الرهبانية المبالغ فيها، ولا يرضى للمسلم ان يكون سلبيا في حياة تنبض بالتسبيح فتحركه بالعمل والمجاهدة، لذا أباح الشرع للمعتكف ان يخرج لقضاء الحاجات وجلب الطعام اذا فقد من يحضره له.
وبين د.العليمي ان الاعتكاف فيه حلاوة القرب من الله وهو تتويج لطاعته في شهر الطاعات وموسم القربات.