- العنزي: ليطمئن قلبك.. تزوّد بالزاد القرآني طوال الشهر وليس رمضان فقط
- السماوي: اجعله ورداً لك يومياً فلو عرفت فضل قراءة القرآن لما فرطت فيه لحظة
- البسيس: على المسلم الاستمرار في طاعة الله وترتيل القرآن بكل الأوقات
القرآن دستور المسلمين، وحبل الله المتين، هو زاد المتقين ونور المؤمنين. في شهر الصيام، ينهل المسلمون من آيات القرآن ويغوصون في خيراته، ولكنهم سرعان ما يعودون الى هجره من جديد مع نهاية الشهر الكريم.. حقا إن قراءة القرآن في رمضان لها مذاق خاص، فهي تغربل الحواس وتصفي النفوس وتعين على الطاعة والعبادة، لكنها ايضا في غير رمضان تقوى صلتنا بالخالق وتجعلنا اكثر طاعة واكثر ايمانا، فهي دعوة للتواصل المستمر مع القرآن قبل وبعد شهر رمضان.
في البداية، يقول د.سعد العنزي: ما أجمل أن نعود الى القرآن في شهر القرآن لنجعل له وقتا من اوقاتنا التي تهدر اكثرها في غير فائدة، نقرأه او نحفظه، وما اعظمه من وقت تطيب به نفوسنا وتشف به ارواحنا وتنزل الملائكة من حولنا.
وتساءل العنزي: لا أدري لماذا يهجر المسلمون القرآن طوال العام؟ إن للقرآن الكريم أثره العظيم في قلوب المؤمنين، به تطمئن نفوسهم وتتهذب ضمائرهم وتعظم قدرتهم على مواجهة الأحداث، لأنهم تربوا من خلاله وتأصل منهجه في ضمائرهم، واسترسل بالقول: أن أسيد بن حضير كان يجعل القرآن شغله الشاغل، يقبل عليه في شوق يتلوه في سكون الليل، وكان الصحابة يتسابقون الى الاستماع لتلاوته.
وتابع: فهو خير عظيم لمن تلاه، تتنزل الملائكة على قارئ القرآن الذي يتفهم آياته ويغوص في اسراره، فيشرق النور في قلبه (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
ودعا العنزي المسلمين الى التزود بالزاد القرآني طوال الأشهر وليس في شهر رمضان فقط، ولا نكون مثلما قال عنهم الله عز وجل (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)، أتريد ان تضيع القرآن الذي وعد الله بحفظه؟
من جهته، يؤكد الشيخ د.عبدالرحمن السماوي أن فضل القرآن عظيم، فهو كتاب حياة ومنهج وجود الإنسان، وهو يقدم للمسلم كل ما يحتاجه في الدنيا والآخرة، ويجيب عن كل ما يخطر بباله من تساؤلات.
وتابع: ومما يؤكد أهمية القرآن في حياة كل مسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضح لنا واخبرنا أن من الدعاء أن يقول العبد: اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، وان من الناس من يقبل على قراءة القرآن الكريم والاكثار من تلاوته في رمضان، وبمجرد ان يصلي العيد وينتهي رمضان إلا وترك برنامجه الذي تعوده في رمضان من قراءة وتدبر وهجر القرآن بعد رمضان، وكأنه يقول هذا فراق بيني وبينك، واللقاء في رمضان القادم، ونقول لهذا لو عرفت فضيلة تلاوة القرآن وما يترتب عليه من الخير والأجر والحسنات لما فكرت مجرد تفكير في أن تفرط لحظة أو ساعة في هجر تلاوة القرآن، وان كان مشغولا او عرضه عارض فأقل ما يكون ان يجعله وردا يوميا لا يتركه مهما كانت انشغالاته، فبقراءة القرآن تحل البركة، ويبارك الله في حياة الشخص الحريص على قراءة القرآن مع التيسير والتسهيل لأموره.
وأضاف: فالقرآن الكريم فيه نبأ من قبلنا، وخير من بعدنا، وحكم ما بيننا، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به اجر، ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم، لا تزيغ به الاهواء ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء، ولا يبلى على كثرة الرد والتكرار، وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، المتمسكون به ناجون فائزون، والمعرضون عنه هلكى خاسرون، ولم تملك الجن حين سمعته إلا أن قالت (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا).
أفضل القربات
وأضاف الباحث الإسلامي د.حمد البسيس قائلا: من أعظم الأعمال عند الله عز وجل تلاوة القرآن الكريم، وخاصة في شهر رمضان الذي تعظم فيه الأجور، كما ان حفظه وتدبره من اسباب الشفاعة يوم القيامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم «اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه»، وقراءة الحرف من القرآن الكريم بحسنة والحسنة بعشرة أمثالها.
وتابع: فليحرص كل مسلم على الالتزام بكتاب الله والحرص على ختمه مرات وأن يستمر زاده طوال العام وان يختمه ولو مرة كل شهر، وينبغي على المسلم ان يتدارس القرآن ولا يلهيه شيء من الملهيات الدنيوية، فالقرآن من أفضل القربات واعظمها عند الله، وللأسف نجد البعض لا يقرأ القرآن إلا في شهر رمضان، فليتذكر كل مسلم واجبه نحو كتاب الله عز وجل وان يكون له ورد يومي يقرأه كل يوم صباحا ومساء، وان نقوي علاقتنا بالقرآن ويحاسب كل مسلم نفسه لأنه مسؤول عن نفسه، ولنجعل القرآن دستور حياتنا فيه العصمة والنجاة.
وختم بقوله: وليتذكر كل مسلم أن رب رمضان هو رب بقية الأشهر والأيام والأزمنة والأماكن، فعلينا ان نواصل تلاوة القرآن الكريم بعد رمضان وأن نقوي صلتنا بكتاب الله، وننهل من كلام الله ونتزود به في رمضان وبقية الأشهر.