بيروت ـ أحمد عز الدين وخلدون قواص
أكد مصدر لـ «الأنباء» أن هناك معلومات تشير إلى أن اللجنة الخماسية وضعت مسارا جديدا في معالجة الملف الرئاسي. وقال «ستعتمد الخماسية التواصل مع الأطراف السياسية اللبنانية المؤثرة لتقديم المساعدة والمشورة المبنية على أسس دقيقة تشكل مدخلا محصنا لإنجاز الاستحقاق الرئاسي خلال فترة زمنية قصيرة، بعد مشاوراتها ولقاءاتها مع غالبية القوى السياسية في النصف الثاني من الشهر الجاري لتبني على الشيء مقتضاه».
وأضاف « التأخير في تحقيق انتخاب الرئيس أصبح يشكل خطرا حقيقيا على بنية الدولة ومؤسساتها».
وتحدث المصدر «عن أجواء تفاؤلية رئاسية يحوطها الحذر والتكتم الشديد، خشية عرقلتها بطرق ملتوية وبحجج واهية لاستمرار الشغور ولتعميم الفوضى أكثر فأكثر، لمآرب تؤدي إلى قيام نظام سياسي جديد على مقاس مصالح بعض القوى السياسية»، وحذر من سعي البعض إلى «تعديل لاتفاق الطائف».
وشكك المصدر بالمعلومات التي تربط الملف الرئاسي بما يحدث في غزة وجنوب لبنان، نافيا أن يبقى لبنان «رهينة بيد التطورات الخارجية التي يتأثر بها سلبا أو إيجابا».
كذلك كشف مصدر آخر لـ «الأنباء»، أن «أكثر من فريق سياسي سمع نصائح بضرورة اعتماد المرونة في التعاطي مع الملف الرئاسي»، وأشار إلى نشاط في هذا الإطار للسفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون من خلال عقد لقاءات مع أكثر من جهة، آخرها مع عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب زياد حواط في جبيل، وتلاه جولة راجلة في الأحياء والسوق القديم للمدينة.
في المواقف، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في عظة الأحد أمس «إن قرار الحرب مسؤولية جسيمة وهو قرار مر ومسؤول»، ولفت إلى «أننا نصلي من أجل تجنيب أهل الجنوب المزيد من الضحايا والخسائر والدمار والتشريد، ومن أجل إيقاف الحرب على غزة».
في الميدانيات، أعلن حزب الله، في بيان، «إسقاط طائرة مسيرة مسلحة لاسرائيل من نوع «هرمز 900» فوق الأراضي اللبنانية»، وأكدت السلطات الإسرائيلية لاحقا سقوط الطائرة. ورد الطيران الحربي الإسرائيلي بغارات على السلسلة الشرقية، استهدفت الأولى منطقة الشعرة بين جنتا والأراضي السورية في منطقة جبلية، واستهدفت الثانية مستودعا في منطقة السفري شرقي الطريق الدولي.
وأعقب ذلك تحليق لطائرات مسيرة في أجواء المكانين المستهدفين في السفري والشعرة على الحدود اللبنانية السورية.
وعادت إلى الواجهة «الحرب التكنولوجية» المستمرة التي تشنها إسرائيل على جميع المرافق اللبنانية، من عدم قدرة المصورين المحترفين والهواة تشغيل طائرات «الدرونز» اثر فصلها عن نظام GPS، إلى «خربطة» متكررة في عمل «غوغل مابس»، اذ يحدد هذا النظام مطار بيروت الدولي كنقطة وصول لمن يقصد أمكنة في جبيل أو جونية أو البترون على سبيل المثال!
في هذا السياق، تواصل شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تحقيقاتها مع «خلية التجسس» التي تم توقيفها في بيروت قبل فترة قصيرة، والتي كان يتنقل أفرادها بسيارة مجهزة بتقنيات عالية.
ولايزال الملف مفتوحا لجلاء كل الخيوط المرتبطة بتلك الخلية ونطاق عملياتها ضمن العاصمة وغيرها. وتقول آخر المعطيات إن تلك الخلية لم تكتف فقط بتصوير مناطق معينة في بيروت، مثل الضاحية الجنوبية ومكان اغتيال القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري، بل تبين أن الأجهزة التي كانت موجودة بحوزة تلك الخلية وداخل السيارة العائدة لها ساهمت إلى حد كبير في اختراق أجهزة الإنترنت الموجودة في نطاق كل منطقة خضعت للتجسس.
وكشفت معلومات ان التقنيات التي كانت موجودة بحوزة الخلية «باهظة الثمن جدا، كما أن آلية عملها خارقة لدرجة أن التصوير الذي كان يجري عبرها يعد ذا جودة عالية، ويرصد تفاصيل دقيقة يمكن استثمارها لاحقا في عمليات البحث أو تحديد الإحداثيات».
وأفيد بأن «الحجة التي قدمها الموقوفون في الملف بأن التصوير كان لأغراض تتعلق بالسياحة الافتراضية سقطت تماما بعدما تبين أن التصوير يركز بشكل أساسي على بيروت ومناطق في نطاقها، فيما لم تكن هناك أي مناطق سياحية بارزة على خارطة التصوير».