لم يتغير شيء على أرض قطاع غزة الذي تدمره آلة الحرب الإسرائيلية منذ أكثر من ستة اشهر، باستثناء عداد القتلى والجرحى الذي يواصل الارتفاع يوميا. فيما تتواصل المساعي الشاقة التوصل إلى هدنة توقف الرصاص وتتيح تبادل الأسرى وتتيح إدخال المزيد من مع اقتراب حلول عيد الفطر. وعاد عشرات النازحين الفلسطينيين من رفح إلى خان يونس مباشرة بعد الانسحاب الإسرائيلي الذي سبقته وتلته غارات وقصف على المدينتين.
حضر النساء والرجال والأطفال سيرا على الأقدام أو بالسيارات أو على عربات تجرها الحمير، ليشاهدوا مدينتهم التي أصبحت حقلا من الخراب.
وقالت مها ثائر، وهي أم لأربعة أطفال عائدة إلى خان يونس «أشعر بصدمة وحزن شديد»، وأضافت «بيتي دمر جزئيا لا يوجد جدران ولا نوافذ، أغلب الأبراج نسفت بالكامل».
وأكدت أنها ستعود إلى شقتها المتضررة بشدة «رغم أنها لا تصلح للحياة لكنها أفضل من الخيام».
وتحولت مساحات شاسعة من غزة إلى أنقاض وتقدر قيمة الأضرار بنحو 18.5 مليار دولار في البنى التحتية الحيوية معظمها في قطاع الإسكان، وفق تقرير للبنك الدولي. ودخلت شاحنات مساعدات غزة عن طريق معبر رفح مع مصر أمس الأول فيما تم تسليم إمدادات طبية للمرة الأولى عبر معبر إيريز الإسرائيلي على الحدود مع شمال غزة، على ما أظهرت لقطات فيديو لـ «فرانس برس».
من جهة اخرى، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت قال إن القوات البرية غادرت خان يونس «استعدادا لمواصلة مهامها.. في منطقة رفح». وفي خطاب أمام الحكومة بمناسبة مرور ستة أشهر على الحرب قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «نحن على بعد خطوة واحدة من النصر».
لكن مع استئناف محادثات الهدنة أعلن نتنياهو أمام حكومته أن «إسرائيل مستعدة لاتفاق»، مضيفا «لن يكون هناك وقف لإطلاق النار بدون عودة الرهائن. هذا لن يحدث».
إلى ذلك، اختلفت المعلومات المرافقة لمفاوضات الهدنة التي تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر، وآخر جولاتها كانت في القاهرة، حيث أفادت قناة «القاهرة الإخبارية» أن المحادثات التي استضافتها العاصمة المصرية سعيا للتوصل إلى وقف اطلاق نار وادخال مساعدات واطلاق سراح الاسرى، أحرزت «تقدما ملحوظا». ونقلت القناة عن «مصدر مصري رفيع المستوى» لم تسمه أن «مصر تؤكد استمرار جهود الوصول لاتفاق هدنة في قطاع غزة، مع تقدم ملحوظ في التوافق حول العديد من النقاط الخلافية».
في المقابل، نقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية عن مصدر سياسي إسرائيلي وصفته بالرفيع قوله إنه لايزال أمام الوفد المفاوض وقت طويل لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع حركة حماس في قطاع غزة.
وكان قيادي في حركة «حماس» قال لـ «الجزيرة» أمس إن وفد الحركة غادر القاهرة للتشاور مع قيادتها، وإنه لا تقدم بالمفاوضات في القاهرة، وإن الوفد الإسرائيلي لم يتجاوب مع أي من مطالب الحركة.
في غضون ذلك، نددت نيكاراغوا بألمانيا أمام محكمة العدل الدولية أمس بسبب دعمها لإسرائيل، وحضتها على إصدار أمر لألمانيا بالتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة، فيما اتهمت برلين بالتواطؤ في ما وصفتها إبادة الفلسطينيين في غزة.واعتبرت مرافعة الفريق القانوني لنيكاراغوا أمام المحكمة، أن ألمانيا مسؤولة عن الإبادة الجماعية في غزة بدعمها إسرائيل، وقد انتهكت اتفاقية منع الإبادة.
وردت ألمانيا على الاتهامات، إذ قال الناطق باسم خارجيتها سيباستيان فيشر للصحافيين قبيل جلسات الاستماع «نرفض الاتهامات الصادرة عن نيكاراغوا». وقالت المحامية عن برلين تانيا فون أوسلار-غليشن إن «ألمانيا ترفض الاتهامات بالكامل. لم ننتهك يوما اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية ولا القانون الإنساني الدولي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر».