بيروت ـ ناجي شربل وأحمد عز الدين
احتواء أزمة بين لبنان وقبرص جراء الهجرة غير الشرعية من السواحل اللبنانية إلى الجزيرة القبرصية كانت محور زيارة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إلى بيروت أمس، حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وأقيم للرئيس الضيف استقبال رسمي في باحة السرايا الحكومية، ثم انتقل الرئيسان إلى مكتب رئيس الحكومة، حيث عقدا اجتماعا ثنائيا وآخر موسعا ضم أعضاء الوفدين اللبناني والقبرصي.
شارك في المحادثات عن الجانب اللبناني وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي، وسفيرة لبنان في قبرص كلود الحجل، وقائد الجيش العماد جوزف عون، والمدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والمدير العام للامن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، ومستشارة وزارة الخارجية والمغتربين فرح الخطيب، ومستشار الرئيس ميقاتي زياد ميقاتي، واعتذر عن المشاركة وزير الدفاع موريس سليم. وفي بيان تلا المحادثات في السرايا، أشير إلى ان الرئيسين خريستودوليدس وميقاتي أكدا «حرص لبنان وقبرص على العلاقات التاريخية والاخوية بينهما، وسعيهما المشترك للحفاظ على أمن الدولتين وشرق البحر المتوسط».
وشددا على «اهمية ايجاد حل شامل ومستدام لأزمة النازحين السوريين وما تتركه من انعكاسات على دول المنطقة وفي مقدمها لبنان وقبرص». وبنتيجة المحادثات تم التوافق على أن تقوم قبرص بمسعى لدى الاتحاد الاوروبي لوضع «إطار عملي» مع لبنان على غرار ما حصل بين الاتحاد الاوروبي وكل من مصر وتونس.
ومن شأن هذه الخطوة المرتقبة منح الحكومة اللبنانية المزيد من المساعدات الضرورية واعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة إلى بلدهم.
وعقد وزير الداخلية مولوي ونظيره القبرصي كوستانتينوس يوانو، اجتماعا ثنائيا تناول القضايا المشتركة بين البلدين، كما عقد قائد الجيش اجتماعا مع نظيره القبرصي الجنرال جورج تسيتسيكوستاس، جرى خلاله البحث في التعاون الامني بين البلدين.
وكان الرئيس القبرصي وصل إلى مطار بيروت الدولي صباحا، حيث استقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومن هناك انتقلا إلى السرايا.
وبعدها انتقل الرئيس القبرصي إلى مقر رئاسة مجلس النواب في عين التنية، والتقى الرئيس نبيه بري في حضور الوزير مولوي.
وقال الرئيس القبرصي بعد لقائه بري: «كانت المباحثات جيدة جدا». ونفى وجود عتب من الجانب القبرصي وقال: «بالعكس التعاون مثمر».
من جهته، اشار رئيس المجلس إلى أن التطورات في الجنوب وقطاع غزة والوضع الفلسطيني كانت كانت حاضرة في اللقاء.
وحول إمكانية حصول حلحلة في الملف الرئاسي بعد عطلة الاعياد، قال بري: «ان شاء الله».
في الملف الرئاسي، كلام عن ارتفاع أسهم إمرار الاستحقاق المؤجل منذ 31 أكتوبر 2022، على هامش الهدنة المرتقبة في غزة.
وفي يوميات الحرب في الجنوب، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي أمس، منزلا مأهولا في بلدة السلطانية في القطاع الأوسط، ما أسفر عن سقوط أربعة ضحايا بينهم قيادي في «حزب الله» من مواليد بيروت 1984، وعدد من الجرحى نقلوا جميعهم إلى مستشفى تبنين الحكومي.
كما أدت الغارة إلى إلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات والمنازل المجاورة للمنزل المستهدف الذي يقع في دائرة تجمع سكني، ففقدت أكثر من 10 عائلات مساكنها بسبب تضرر منازلها، بالإضافة إلى البنى التحتية في مكان الغارة.
وكان الجيش الإسرائيلي أطلق ليلا، قنابل مضيئة فوق القرى الحدودية اللبنانية في القطاعين الغربي والاوسط.
واستهدف بنيران رشاشاته الثقيلة الشارع العام المتاخم للحدود قرب بلدتي رامية وعيتا الشعب في القطاع الاوسط، وتم استهداف سهل مرجعيون بقذائف المدفعية. في المقابل، لا يخفي ناشطون في «حزب الله» ان توسيع الحرب من قبل الجانب الإسرائيلي، يحرر الحزب من قيود وضعها على نفسه ملتزما بقواعد الاشتباك. وهو في حالة أخرى، وبحسب الناشطين، قادر على التحرك بحرية أكبر، واستخدام سلاح كاسر للتفوق الإسرائيلي.