بيروت - زينة طباره
رأى مستشار الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون للشؤون الروسية النائب السابق أمل أبو زيد في حديث لـ«الأنباء» ان من يقف وراء خطف منسق منطقة جبيل في حزب «القوات اللبنانية» باسكال سليمان وتصفيته، «قد نفذ جريمته انطلاقا من علمه بحساسية المنطقة المذكورة لجهة الاختلاط المسيحي - الشيعي فيها، وليس مستبعدا بالتالي انه كان يهدف إلى إشعال فتنة تعيد لبنان إلى سنين الحرب الاهلية».
وهذا يعني من وجهة نظر أبو زيد ان العقل الذي خطط للجريمة النكراء، أراد عن سابق تصور وتصميم استنهاض ذاكرة اللبنانيين على مشهدية «بوسطة عين الرمانة»، وبالتالي استدراج المنطقة إلى ردات فعل تدخل لبنان مجددا في نفق الاقتتال بين أبنائه.
ولفت أبو زيد إلى «ان النزوح السوري قنبلة موقوتة تقترب يوما بعد يوم من انفجارها، من هنا على اللبنانيين جمعيهم ان يعوا بأن حساسية الوضع تحتاج إلى خطاب عقلاني يمنع انزلاق البلاد إلى ما لا تحمد عقباه».
ونوه بكلمتي البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ورئيس حزب «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع بعد مراسم دفن المغدور سليمان حيث «تحلتا بالعقلانية لتهدئة الأجواء، ولقطع الطريق امام الجناة، ومنعهم من تحقيق غاياتهم. فلبنان ما عاد يحتمل مواقف متصلبة، وعلى القادة السياسيين جميعهم التنبه من الوقوع في شرك الطابور الخامس المتربص باللبنانيين شرا واقتتالا».
وردا على سؤال، لفت أبو زيد إلى ان المطلوب من الحكومة اللبنانية ومن جميع اللبنانيين مسؤولين وسياسيين وقادة أحزاب مسلمين ومسيحيين، «ألا يفكروا بعد اليوم سوى بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم بأسرع وقت واليوم قبل الغد، اذ لا يجوز إبقاء هذا الملف الضاغط سياسيا وأمنيا واجتماعيا واقتصاديا، دون معالجة جذرية تنهي هذه المأساة، خصوصا ان الطابور الخامس موجود ومنتشر على كامل الأراضي اللبنانية، ولن يتردد في توظيف هذا الملف لضرب الاستقرار الأمني وإشعال فتيل الفتنة».
وأكد ان عدم انتخاب رئيس للجمهورية «يسهم إلى حد كبير في توتير الأجواء، ولابد بالتالي من تشكيل سلطة جديدة تتمثل برئيس البلاد وبحكومة قادرة على اخراج لبنان من نفق الفوضى، بدءا بمعالجة النزوح السوري وإعادة النازحين إلى بلادهم، مرورا بمعالجة الانهيار الاقتصادي وتداعياته المالية والاجتماعية والطبية والتربوية، وصولا إلى التعامل بحسم مع الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، علما ان رئيس الدولة لن يأتي حاملا معه عصا سحرية، بل بتوافق الكتل النيابية على مواصفات الرئيس وعلى شكل ومضمون حكومته بالتوازي مع سلة كاملة من الإصلاحات بما فيها خطة التعافي الاقتصادي».
ورأى في اتمام هذه الخطوات «المدخل إلى خلاص لبنان وانطلاقه بزخم نحو مرحلة جديدة مشرقة»، ما يعني من وجهة نظر أبو زيد انه ما عاد امام الفرقاء اللبنانيين كافة، سوى إسقاط كل الأسماء المتداول بها لرئاسة الجمهورية، لصالح مرشح ثالث يقبل به الجميع.