اتهمت أرمينيا أمس أذربيجان أمام محكمة العدل الدولية بأنها مارست «تطهيرا عرقيا» في منطقة ناغوني قره باغ، معلنة في الوقت نفسه أنها مصممة على تحقيق سلام مع جارتها في القوقاز.
وقال ممثل الحكومة الأرمنية ييغيش كيراكوسيان متوجها إلى القضاة «بعد سنوات من التهديد بذلك، استكملت أذربيجان التطهير العرقي في المنطقة». وأضاف أن باكو تعمل الآن «على ترسيخ ذلك بمحو كل آثار وجود العرق الأرمني بشكل منهجي، بما في ذلك التراث الثقافي والديني الأرمني».
وأشار كيراكوسيان إلى أن قرابة مئتي أرمني ما زالوا في عداد المفقودين، بعد النزوح الجماعي الذي تسبب في فوضى على الطريق المؤدي إلى ممر لاتشين الذي يربط أرمينيا بالجيب الانفصالي.
وقال للقضاة إن باكو «تصف بشكل متزايد مطالب أرمينيا في ما يخص حقوق الإنسان، إنها تحد لسيادة أذربيجان وسلامة أراضيها». وأضاف «أذربيجان مخطئة تماما. ليست لأرمينيا مطالبات بأراض أذربيجانية وهي مصممة على تهيئة الظروف لتحقيق سلام فعلي ودائم».
ونفت باكو بشدة الاتهامات بـ «تطهير عرقي»، قائلة إن لدى الأرمن الحرية في العودة إذا وافقوا على العيش تحت الحكم الأذربيجاني.
وقال ممثل أذربيجان النور محمدوف أمام قضاة المحكمة «من البداية، كان هدف أرمينيا بدء هذا الإجراء أمام المحكمة واستخدامه من أجل شن حملة إعلامية.. ضد أذربيجان».
وبدأ البلدان الجاران والعدوان في منطقة القوقاز، أسبوعين من المداولات أمام المحكمة التي تتخذ من مدينة لاهاي الهولندية مقرا لها، على خلفية اتهامات متبادلة بارتكاب أعمال «تطهير عرقي» في الإقليم المتنازع عليه منذ عقود، في وقت تتزايد التوترات العسكرية بينهما بشكل يضعف الآمال بتحقيق سلام مستدام.