بيروت - زينة طباره
رأى العميد الركن المتقاعد خالد حماده، أن الهجوم الايراني على اسرائيل شكل حدثا غير مسبوق، إذ إنها المرة الاولى التي تصل فيها المقذوفات الايرانية إلى العمق الاسرائيلي، وهي المرة الاولى التي تتواجد فيها ايران بالمنطقة في مواجهة حلف قوي وكبير عمل جاهدا على إسقاط مسيراتها وصواريخها الباليستية، وبالتالي افشال هجومها على اسرائيل، معتبرا من جهة ثانية ان تبعات هذا الهجوم ستلقي دون أدنى شك بأثقالها وظلالها على كامل المنطقة الاقليمية وعلى الصراع العربي- الاسرائيلي من جهة، والايراني- الاميركي- الاسرائيلي من جهة ثانية.
ولفت حماده في حديث لـ «الأنباء»، إلى ان الهجوم الايراني على اسرائيل سرق الضوء من جبهة جنوب لبنان، ومن غزة والبحر الاحمر، ولن يكون بالتالي الهجوم الوحيد، بل شكل سابقة ستتحول دون أدنى شك إلى قواعد اشتباك جديدة بين المحورين المتقاتلين ايران واسرائيل، ما يعني من وجهة نظر حماده ان هذا الصراع العابر للمنطقة والحدود أضحى مفتوحا ومتاحا في كل وقت وعند كل أزمة.
وعليه، اعرب حماده عن اعتقاده بان الوضع الميداني في جنوب لبنان، سيكون بعد الرابع عشر من ابريل الجاري، المسرح العسكري الاكثر اشتعالا والتهابا في المنطقة، انما بوتيرة لن تتمكن من ان تتقدم على مشهدية الهجوم الايراني على اسرائيل والتصدي الدولي له، معتبرا بالتالي ان الميدان في جنوب لبنان، سيكون مشتعلا ضمن اشتباكات عابرة للحدود بين القطبين الاقليميين اسرائيل وإيران، انما تحت الانظار الاميركية وان كان سيتم بأشكال ووتائر مختلفة.
وردا على سؤال، لفت حماده إلى ان الحديث عن تسوية سواء حول جبهة جنوب لبنان أم حول غزة، سابق لأوانه، لكن هناك في المقابل سؤالان أساسيان لا بد من التوقف عندهما، ما مصير ومستقبل المنطقة في ظل النموذج الجديد من الحروب العابرة للحدود؟ وهل اصبح القرار الدولي 1701 بعد الهجوم الايراني الذي استثار كل الدول الغربية نتيجة اجتيازه الخطوط الحمر المرسومة، في الصف الثاني من الاهتمامات الدولية؟، معربا عن اعتقاده انه بانتظار وضوح الرؤية وانجلاء الصورة، ستبقى الجبهة في جنوب لبنان على توترها ولهيبها، وستستمر اسرائيل في استهداف العمق اللبناني، وقواعد حزب الله وايران في لبنان وسورية، ناهيك عن انه سيبقى استهداف الحزب للعمق الاسرائيلي محدودا.