بيروت - اتحاد درويش
بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي صادف 17 أبريل، أقامت جمعية «ممكن» وهيئة التنسيق اللبنانية ـ الفلسطينية للأسرى والمحررين حفل توقيع رواية «حكاية سر الزيت» لوليد دقة، الذي توفي في السابع من الشهر الجاري، متأثرا بإصابته بمرض السرطان، بعد يوم واحد من مطالبة منظمة العفو الدولية السلطات الإسرائيلية بالإفراج عنه.
وتحولت المناسبة التي حضرها جمع كبير من الفعاليات السياسية والأدبية والاجتماعية إلى احتفالية لنتاج دقة الفكري والأدبي خلال السنوات الـ38 التي أمضاها خلف قضبان السجن، إلى أن كانت روايته الأخيرة «حكاية سر الزيت» التي طبعت النسخة الأولى منها بعد تهريبها من سجن جلبوع في العام 2017، وهي من النوع الأدبي اليافعين ضمن أدب السجون الفلسطيني.
وقد اختيرت كما أشارت جمعية «ممكن» من قبل لجنة تحكيم ككتاب العام، مما أدى إلى غضب الاحتلال وانتقامه من وليد دقة عبر عزله لمدة أربعة أشهر وحرمانه من فرحة النجاح ومنعه من الكتابة.
وتتحدث رواية «حكاية سر الزيت»عن الطفل «جود» الذي يستعين بأصدقائه الحيوانات وبشجرة الزيتون لزيارة أبيه السجين، وهي نموذج لأدب المغامرات الذي يعيش أبطاله في ظل الاحتلال وما تستدعيه الظروف من ضرورة التخفي من دون أن نغادر عالم الخيال والطفولة.
وألقيت في المناسبة كلمات ركزت على رواية وليد دقة التي «صهر فيها الوعي» كما قال ممثل وزير الثقافة الكاتب روني الفا، «عن قمع لا صورة له ولا يمكن تحديده بمشهد. وأن أكثر ما يخيف العدو هما العقل والروح، لأن العقل هو الذي يخطط ولأن الروح هي التي تقاتل، ولذلك كان لزاما على العدو أن يخترع مكواة باستطاعتها كي الإرادة».
وذكر ألفا أن «وليد دقة حدثنا عن محاولة العدو صهر الوعي وتذويبه بثاني أوكسيد التعذيب واستبداله بوعي آخر مفاده بأن اقبلوا بوعي هجين، وعي خاضع لأبشع أنواع الاحتلال في التاريخ».
وتحدث مدير دار «نلسن للنشر» الكاتب سليمان بختي الذي واكب إنجاز رواية «حكاية سر الزيت»، فقال: «غادرنا وليد دقة وقد أدرك أن الجسد يمتلك الحياة ولكن الروح تمتلك الوجود. وقد ترك لنا حكايته العبرة، ابنته ميلاد. تراثه النضالي جعل من السجن ساحة نضاله وأسراره ووصية تحرير أقدم أسير عربي وهو المستقبل، وأن نفتح باب المستقبل بالعلم. والعلم هو المفتاح، قررت إسرائيل أن تقفل باب الماضي والحاضر والمستقبل وأن تقتل الفلسطيني في كل مكان».
وألقت هالة سبيتي كلمة باسم «جمعية ممكن»، فلفتت بداية «إلى أن موعد اليوم كان محددا قبل استشهاد وليد دقة في سجون الاحتلال وتقرر الالتزام به وفاء له».
وقالت ان يوم الأسير الفلسطيني «أردناه هذه السنة موعدا نحتفي فيه بأسرانا المبدعين، وقد حل علينا في ظل متغيرات هائلة. حرب إبادة كبرى في غزة، حملة اعتقالات غير مسبوقة في الضفة أدت إلى الزج بالآلاف من أبناء شعبنا في المعتقلات، وتدابير قمعية قاسية تمارس بحقهم مما أدى إلى استشهاد العديد منهم تحت آلة التعذيب الهمجية».
وتحدث الأسير المحرر أنور ياسين الذي قضى17 عاما في سجون الاحتلال، عن تجربته في الأسر وعن العلاقة التي جمعته بالأسير وليد دقة.