- العليمي: قراءة الحظ والتنجيم وادعاء الغيب ضرب من الكهانة ومعتقده آثم
- القصار: من يصدق منجماً أو مدعياً بالغيب فقد خرج من دائرة الإسلام
قال الله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ـ الأنعام: 59).
كما نفى الله على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم دعوى علم الغيب، فقد قال تعالى (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون ـ الأنعام: 50).
ومع ذلك، يطل علينا من آن لآخر من يتنبأ بالمستقبل، ويزعم انه على علم بما يحدث فيه، وقد حذر الاسلام كل من يدعي علم الغيب، كما حذر من التشاؤم والتطير عند سماع خبر لا يروق له.
في البداية، بين لنا الشيخ د.راشد العليمي موقف الشرع في من يتطير أو يتشاءم بعد سماع كلام المنجمين والذي ينتشر يوميا على وسائل التواصل، فيقول: التطير والتشاؤم ببعض الأشخاص أو الأمكنة أو الأزمنة من الأوهام التي راجت سوقها قديما ولاتزال رائجة عند بعض الجماعات والأفراد.
وكان فرعون وقومه إذا أصابتهم سيئة يطيرون بموسى ومن معه، وكثيرا ما كان الكفار حينما ينزل بهم البلاء يقولون لرسل الله (إنا تطيرنا بكم)، وكان جواب هؤلاء المرسلين (طائركم معكم) أي سبب شؤمكم مصاحب لكم وهو كفركم وعنادكم وعتوكم على الله ورسله، اعتقادات شتى جاء الإسلام وأبطلها وردهم الى النهج العقلي القويم وقال «لا عدوى ولا طيرة» وأثبت ان هذا التشاؤم قائم على غير أساس من العلم والواقع الصحيح، وأنه انسياق وراء الضعف وتصديق للوهم وإلا فما معنى أن يصدق إنسان عاقل ان النحس في وقت معين أو مكان معين أو رقم معين أو ينزعج من صوت طائر أو حركة عين او سماع كلمة.
وأكد د.العليمي أن قراءة الحظ أو التنجيم هي ضرب من الكهانة أو السحر وهو علم يزعم أصحابه ربط حوادث الأرض بنجوم السماء، ويدعون أنه سيحدث كذا في سنة كذا أو في يوم كذا «كذب المنجمون ولو صدفوا» وهو حرام ومنهي عنه. وزاد العليمي: لقد وردت أدلة الشرع بالنهي عن التطير فأخبر الله تعالى بأن المشركين كانوا يتطيرون بالمؤمنين ومن ذلك قوله تعالى: (فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون - الأعراف: 131).
وقوله تعالى: (قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون - النمل: 47)، ومما لا شك فيه أن هذا ورد على سبيل الذم لهذه العادة القبيحة، وأما السنة فقد ورد فيها النهي ايضا، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم «الطيرة شرك» وقال: «لا عدوى ولا طيرة».
وبين العليمي أسباب التشاؤم والتطير بأن ذلك يرجع إلى ضعف الإيمان بقضاء الله وقدره، وضعف اليقين والتوكل على الله تعالى الذي بيده مقاليد الأمور، وكذلك جعل الدنيا أكبر الهم والغفلة عن الآخرة والجهل وقلة البصيرة، وقلة ذكر الله عزّ وجلّ، مؤكدا ان هذا التطير يفتح على الإنسان باب الوساوس فتضطرب نفسه وتتشتت افكاره ويتمكن الشيطان منه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد»، والآيات والأحاديث في هذا كثيرة، فعلى كل مسلم ان يبتعد عن هذا النوع من التلاعب بالعقول والعبث في الدين، وأن يتقي الله في نفسه وأمته وألا ينشر هذا التضليل بينهم.
محض افتراءويؤكد د.عبدالعزيز القصار ان ادعاء علم الغيب او التوقع للمستقبل هو محض افتراء، بل ان خير الرسل محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن يدعي الغيب، بل كان يقول انه بشر يوحى اليه، يقول الله سبحانه وتعالى (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون)، ويقول تعالى (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد)، واذا كان هذا هو خير البشر جميعا، فكيف يدعي إنسان دون مرتبته بهذا العلم؟
واشار د.القصار الى ان هذه الابراج في الاصل هي مواقع لتحركات النجوم والاقمار يعرفها العرب قديما بأسماء معينة، وارتبطت عقيدتهم بها من حيث تسببها في نزول المطر وغيره، وتغير الحوادث والامور العظام، فجاء الاسلام فصحح هذا الاعتقاد الخاطئ، وبين ان الخير كله من الله تعالى، والشر كذلك مقدر على الانسان، بل من يعتقد خلاف ذلك فقد خرج من دائرة الاسلام، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب»، ويقول ايضا: الشمس والمقر آيتان من آيات الله لا تنكسفان لموت واحد ولا لحياته. وأوضح ان تعلق ذهن المسلم بأن تلك الابراج محددة لخط سير حياته واموره المقدرة انما هو كفر بالله تعالى، والاعتقاد بصدق المنجم او المدعي للغيب من الامور العظيمة التي قد تخرج الانسان من دائرة الاسلام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أتى كاهنا او عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد، وفي رواية»، لم تقبل له صلاة اربعين يوما.