ساد التفاؤل بشأن التوصل إلى هدنة جديدة محتملة في غزة، بالتزامن مع استضافة القاهرة اجتماعا ثلاثيا بين الوسيطين المصري والقطري ووفد من حركة المقاومة الإسلامية «حماس» برئاسة عضو مكتبها السياسي في القطاع خليل الحية.
وقال مسؤول كبير في «حماس» لوكالة فرانس برس، طلب عدم كشف هويته، أن «الأجواء إيجابية ما لم تكن هناك عراقيل إسرائيلية جديدة، إذ لا قضايا كبيرة في الملاحظات والاستفسارات التي تقدمها حماس بشأن ما تضمنه الرد» الإسرائيلي على مطالبها. وإزاء البطء والعراقيل الإسرائيلية بشأن دخول المساعدات برا إلى غزة، أعلن البيت الأبيض أن الرصيف العائم الذي تعمل الولايات المتحدة على بنائه لإدخال مزيد من المساعدات سيبدأ تشغيله في غضون أسابيع قليلة، لكنه لن يكون بديلا من الطرق البرية التي تعد السبيل الأفضل لإدخال أغذية إلى القطاع.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن الرصيف سيسمح في غضون «أسبوعين او ثلاثة أسابيع» بدخول مزيد من المساعدات لكن «لا شيء يحل مكان النقل البري والشاحنات الداخلة» إلى قطاع غزة.
وخلال اتصال هاتفي بحث الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الأول في «إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة بما في ذلك من خلال تحضيرات لفتح معابر شمالية جديدة» وفق بيان للبيت الأبيض.
وشدد بايدن على «ضرورة أن يكون هذا التقدم مستداما وأن يتم تعزيزه بالتنسيق الكامل مع منظمات إنسانية».
ميدانياً، أسفرت ثلاث غارات إسرائيلية في مدينة رفح جنوبي غزة عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا، بحسب ما أفادت مصادر طبية.
وأوقعت ضربتان أخريان سبعة قتلى في مدينة غزة وسط القطاع على ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» في غزة ارتفاع حصيلة القتل إلى 34488 قتيلا والمصابين إلى «77643 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي».
في الغضون، اشتدت الاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية على غزة في مختلف الجامعات الأميركية، والتي تدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع ووقف مساعدات واشنطن العسكرية لتل ابيب.
وقالت جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة إن المفاوضات مع الطلاب المحتجين الداعمين للقضية الفلسطينية من أجل إنهاء اعتصامهم «قد فشلت».
وكانت رئيسة الجامعة قد وجهت رسالة إلى الطلاب المعتصمين قال فيها: ليست لدينا أي نية لقمع التعبير أو الحق في الاحتجاج السلمي.
وأضافت ان مخيم الاعتصام «خلق بيئة غير مرحبة بالعديد من طلابنا وأعضاء هيئة التدريس اليهود».
وأشارت إلى انه يمكن للاحتجاجات أن تستمر عن طريق تقديم طلب مع إشعار مدته يومان في المواقع المعتمدة، داعية إلى الأخذ في الاعتبار «حقوق جميع أفراد مجتمعنا».
إلى ذلك، قال مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيير كراهنبول في مقابلة مع صحيفة «لو تان» السويسرية إن اللجنة لا يمكنها أن تحل محل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة.
وأضاف «لدينا مهمات مختلفة تماما» وذلك ردا على نواب سويسريين أثاروا هذا الاحتمال.
وقال المدير الجديد الذي ترأس المنظمة الأممية بين عامي 2014 و2019 ان «الأونروا» نالت تفويضها «من الجمعية العامة للأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر من اتفاقيات جنيف. وبالتالي، فإن لجنة الصليب الأحمر لن تتولى مهمة الأونروا.. لدينا ما يكفي لانجازه قبل ان نحل مكان منظمات اخرى».