آلاء خليفة
انطلقت صباح امس فعاليات المؤتمر العلمي السنوي الدولي العاشر الذي تنظمه كلية القانون الكويتية العالمية تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء بحضور اكاديمي ودولي وخليجي وعربي بارز من رجال القانون والقضاء والباحثين والمسؤولين في القطاعات المختلفة، حيث يناقش المؤتمر خلال يوميه 85 ورقة علمية مقدمة من المشاركين بالمؤتمر منها باللغة العربية وأخرى باللغة الانجليزية.
وافتتح المؤتمر بحضور رئيس مجلس أمناء الكلية د.بدر الخليفة ورئيس الكلية د.محمد المقاطع وعميد الكلية د.فيصل الكندري وعميد كلية الدراسات العليا د.احمد الفارسي وأعضاء المجلس الاستشاري وأعضاء هيئة التدريس بالكلية بالإضافة الى شخصيات اخرى من خارج الكلية.
بداية، ذكر رئيس كلية القانون الكويتية العالمية.د.محمد المقاطع في كلمته التي ألقاها في افتتاح المؤتمر أن المؤتمر هذا العام يركز على موضوع مهم وحيوي وهو الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وآثاره القانونية والعلمية والعملية.
وأشار المقاطع الى ان المؤتمر يهدف لمناقشة التطبيقات المختلفة التي تفاعلت من خلال فكرة الذكاء الاصطناعي وما فرضه على التعليم العالي خاصة رجال العلم من أهل القانون حتى يتفحصوا أبعاده وتداعياته وآثاره التي ربما تستخدم استخدامات خارج ما هو مسموح ومصرح ومعمول به، مشددا على ضرورة استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي ولكن بشكل مثالي يساعد على ترقية الحضارة الانسانية ودعمها وتدعيم التعليم وان يكون وسيلة اضافية في هذا المجال.
وقال المقاطع: المؤتمر يتضمن 18 جلسة علمية بمشاركة 85 باحثا، آملا ان يخرج المؤتمر بتوصيات تسهم في ترشيد استخدام تلك الوسيلة الحديثة والمتجددة والتي لا نعلم منتهاها في ظل الذكاء الاصطناعي المتجدد والواسع والذي بدأ يغزو حياتنا الخاصة وهو يشكل خطورة كبيرة ان لم يتم تقييده وضبطه من خلال الدراسات والأبحاث وترشيده حتى يكون مثمرا ومنتجا بالصورة المناسبة.
وأفاد المقاطع بأنه قد تم تخصيص جلسة في اليوم الثاني للمؤتمر للاستماع لخبرات الجامعات المختلفة في كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والتعليم القانوني، لافتا الى ان الكلية قبل 4 سنوات ضمنت خطتها الاستراتيجية أن يكون الذكاء الاصطناعي جزءا من العملية التعليمية في الكلية.
وشدد المقاطع على ان علينا تقبل الذكاء الاصطناعي لانه خيار العصر وضرورة قبوله في العملية التعليمية، موضحا ان الذكاء الاصطناعي مهم ولكن مع وجود رقابة صارمة والاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي لمعرفة مدى الالتزام بالقيم الجامعية القائمة على الامانة العلمية والالتزام بالنقل الدقيق وان يكون التعليم على اساس المنافسة والفرص المتساوية بين المتعلمين والحرص على الضوابط الخاصة بحقوق الملكية وغيرها من الامور الاساسية التي لا يمكن ان تتم التضحية بها في اطار تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
بدوره، ألقى استاذ الفقه وعميد كلية الشريعة من جامعة اليرموك بالأردن أ.د.محمد الطلافحة كلمة الضيوف المشاركين، متقدما بالشكر والتقدير لدولة الكويت ولكلية القانون الكويتية العالمية على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
وقال الطلافحة إنه سعيا من كلية القانون الكويتية العالمية في تقديم اجتهادات وحلول قانونية للقضايا المعاصرة ووفقا لقيمها العريقة وسمعتها الاكاديمية المرموقة فقد قررت تخصيص مؤتمرها العلمي السنوي الدولي العاشر لمناقشة الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وآثاره القانونية العلمية والعملية، ودعت الكلية الباحثين في كليات القانون بالجامعات العربية والعالمية نظرا لأهمية الموضوع الذي يناقشه المؤتمر في الوقت الراهن.
وشهد اليوم الأول 10 جلسات علمية.
جاءت الجلسة الاولى تحت عنوان «التعليم العالي القانوني والذكاء الاصطناعي: الاتجاهات الأساسية والتأثيرات المتبادلة»:
وترأسها أستاذ القانون بكلية القانون الكويتية العالمية د.أسامة الفولي، حيث ناقش كل من أستاذ القانون العام ورئيس كلية القانون الكويتية العالمية أ.د.محمد المقاطع وأستاذ علم اللغة الحاسوبي بجامعة الكويت والمؤسس والرئيس التنفيذي لمركز انفورميشن ايج لاستشارات تقنية المعلومات أ.د.صلاح الناجم القواعد والقيم والتقاليد التعليمية والعلمية القانونية الجامعية في عصر الذكاء الاصطناعي.
وأشار د.صلاح الناجم الى ان الذكاء الاصطناعي التوليدي يعتبر ثورة كبيرة اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي وهو يختص بتناول توليد محتوى جديد ويعتمد على استخدام نماذج تدريبية كبيرة يتدرب عليها الحاسوب، مشيرا الى بعض أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي واستخداماتها المتعددة.
وتحدث عميد كلية القانون بجامعة فلوريدا الدولية بأميركا أ.د.نتوني بيج عن الذكاء الاصطناعي في المناهج الجامعية: المهارات ومقررات المحاكاة، وقدم الاستاذ المشارك في كلية القانون بجامعة سنغافورة للإدارة ايجان كنغ تان بحثا حول التركيز على القيم في التعليم مع ظهور الذكاء الاصطناعي، ومن جامعة ماكاو بالصين تحدث الاستاذ المساعد بكلية القانون د.سارة ماغليوريني عن دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم والبحث القانوني: تجارب من كلية الحقوق بجامعة ماكاو.
وتحدث استاذ القانون المدير المؤسسي للنزاهة الاكاديمية بكلية القانون بجامعة سوانزي وليز بالمملكة المتحدة أ.د.ميشال درابر عن الذكاء الاصطناعي التوليدي مسلطا الضوء على الآثار الرئيسية للاحتيال في التعليم، والتعليم القانوني والممارسة القانونية.
أما الجلسة الثانية فجاءت تحت عنوان الذكاء الاصطناعي في ميزان القانون: مفاهيم أساسية وأزمة المسؤولية المدنية في مواجهة الذكاء الاصطناعي.
وقدم خلالها استاذ القانون المدني بكلية احمد بن محمد العسكرية في قطر أ.د.محمد الخطيب بحثا حول الذكاء الاصطناعي: «الماهية والكيفية: ثنائية الطرح والإجابة: قراءة تحليلية من منظور قانوني»، وركز استاذ القانون المدني بكلية القانون الكويتية العالمية أ.د.موسى رزيق على المسؤولية المدنية عن أضرار الاستخدام غير المشروع لأعمال الذكاء الاصطناعي دراسة تحليلية على ضوء التشريع المدني الكويتي، ومن جامعة نايف للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية قدم استاذ القانون المدني أ.د.محمد محفوظ ورقة عمل حول الذكاء الاصطناعي والمسؤولية المدنية، وسلطت الاستاذ المساعد بكلية القانون الكويتية العالمية د.شيخة الهلالي، الضوء على الذكاء الاصطناعي وعقود النفط، وتحدث كل من د.جان بروين وفيكتور سكولار ونوالي الياتوتي من جامعة كيو لوفن ببلجيكا عن التعويض عن الضرر المعنوي كأداة لحماية الذكاء الاصطناعي العادل.
وجاءت الجلسة الثالثة تحت عنوان: «استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم القانوني والجامعي: المناهج والضوابط».
وتحدثت خلال الجلسة الاستاذ المساعد بكلية القانون الكويتية العالمية د.بشاير المخيزيم عن استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، كما سلطت الاستاذ المساعد بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت د.دلال البديوي، الضوء على موضوع سياسة اخلاقيات الذكاء الاصطناعي الشاملة في عملية التدريس والتعليم الجامعي، حالة طلاب كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت.
وتناول الاستاذ المشارك في كلية القانون بجامعة نورثهامبتون بالمملكة المتحدة د.سيمون سنودن، ورقة عمل بعنوان التعليم القانوني والتوظيف والذكاء الاصطناعي.
كما تحدث الاستاذ المساعد بكلية الكسندر بلويت الثالث للقانون من جامعة مونتانا بماريكا د.أنا كونلي، عن دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في كفاءة المناهج الدراسية لكليات القانون: الاخلاق والاحتراف، وقدمت الاستاذ المساعد بجامعة لويزفيل كنتاكي بأميركا د.سوزان تانر بحثا حول الذكاء الاصطناعي والكتابة القانونية ومستقبل التوثيق القانوني.
أما الجلسة الرابعة فكانت عن «المسؤولية الجزائية والذكاء الاصطناعي: مشاكل وحلول»، وناقش خلالها استاذ القانون في كلية القانون بجامعة وريك بالمملكة المتحدة أ.د.جون ماكلدوني موضوعا حول «هل تقدم فضيحة مكتب البريد هورايزون في المملكة المتحدة دروسا بالنسبة الى الذكاء الاصطناعي وأنظمة المساءلة؟ وتحدث استاذ القانون الجنائي في كلية الشريعة والقانون بكلية تبوك بالمملكة العربية السعودية أ.د.فهد هادي عن المسؤولية الجزائية عن جرائم الذكاء الاصطناعي: دراسة تحليلية، وتناول استاذ القانون الجزائي بكلية الحقوق بجامعة القدس في فلسطين د.جهاد الكسواني موضوع الممارسات المحظورة للذكاء الاصطناعي وفق مشروع القانون الأوروبي للذكاء الاصطناعي وتشريعات دولي الكويت وفلسطين في هذا المجال.
كما سلط الاستاذ المساعد بكلية القانون الكويتية العالمية د.حمد الفهد، الضوء على تطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي على أعمال التحقيق الجنائي: دراسة تحليلية استشرافية وختمت الجلسة بورقة عمل قدمها المساعد العلمي بكلية القانون الكويتية العالمية وباحث الدكتوراه بجامعة ملايا كوالالمبور بماليزيا محمد النوبي حول استخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة جرائم الفساد والمسؤولية الجنائية المترتبة على ذلك.
أما الجلسة الخامسة فجاءت تحت عنوان «أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في القوانين والمواثيق الدولية والفقه الإسلامي»
وقد قدم خلال الجلسة أستاذ الفقه الاسلامي وعميد كلية الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة اليرموك بالأردن ا.د.محمد طلافحة دراسة مقارنة بين القانون الوضعي والفقه الاسلامي فيما يخص اخلاقيات الذكاء الاصطناعي بين النظرية والتطبيق.
كما قدم الخبير الدولي والمستشار التعليمي والأستاذ المشارك في كلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت د.عبدالله المطوع، نظرة على وثيقة الامم المتحدة الخاصة بالتوصيات الاخلاقية للذكاء الاصطناعي ومن كلية القانون بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة تحدث اياكو هاتانو عن الذكاء الاصطناعي وخطاب الكراهية من منظور المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الاعمال التجارية وحقوق الانسان ومبادرات اليونسكو في المجالات التقنية.
وسلط الاستاذ المساعد بكلية القانون بجامعة بريستول بالمملكة المتحدة د.جاكوب مارتير، الضوء على موضوع الذكاء الاصطناعي في مواجهة الكرامة الانسانية: مشكلات معقدة.
وبدوره، تحدث استاذ الفقه المقارن والدراسات الاسلامية المساعد بكلية القانون الكويتية العالمية د.عبدالعزيز النشمي عن اخلاقيات توظيف الذكاء الاصطناعي لدى طلبة كلية القانون.
وفي الجلسة السادسة تمت مناقشة نظم الذكاء الاصطناعي في مجال القضاء والإجراءات ومبادئ تحقيق العدالة:
وتحدث خلالها كل من أستاذ القانون الدولي الخاص المساعد ونائب رئيس كلية القانون الكويتية العالمية د.يوسف العلي وأستاذ القانون الخاص المشارك بكلية القانون الكويتية العالمية د.محمود المغربي، عن الذكاء الاصطناعي وعالم التحكيم بين الافراط في الممارسة المنشودة والواقعية في المواءمة القسرية، ومن جامعة كوينز بالمملكة المتحدة قدم أ.د.جون موريسون ورقة عمل بعنوان «متى قد يكون من المقبول للآلات اتخاذ قرارات قانونية؟».
كما تحدث رئيس كلية القانون بجامعة ميدلسكس لندن بالمملكة المتحدة أ.د.بيلين أولموس عن الذكاء الاصطناعي في التحكيم مشيرا الى التنقل في المشهد القانوني والحدود الاخلاقية.
الذكاء الاصطناعي والتنمية
قدم أستاذ المالية العامة والاقتصاد وعميد كلية الحقوق سابقا بجامعة الاسكندرية ا.د.أسامة الفولي بحثا في الجلسة السابعة بعنوان «الذكاء الاصطناعي المستدام ضرورة تنموية وحتمية تنظيمية»، ومن جهتهما، تحدث استاذا القانون الاداري والمالي بمعهد الادارة العامة بالمملكة العربية السعودية أ.د.ميسون بوزيد وأ.د.جمال العجرود عن موضوع الضريبة في زمن الذكاء الاصطناعي.
بدوره، تحدث ا.د.فلورا هيانغ، استاذ القانون المالي والذكاء الاصطناعي بكلية القانون بجامعة دربي بالمملكة المتحدة عن التحديات التنظيمية في تقاطع الذكاء الاصطناعي والتمويل المستدام. وانتقل الحديث الى استاذ القانون الخاص المشاركة بكلية القانون الكويتية العالمية د.محمد الحيحي والذي سلط الضوء على مراجعة المعايير العالمية في التنظيم القانوني لتقنية الذكاء الاصطناعي بين قانون الاتحاد الاوروبي وقواعد منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD).
المسؤولية الجزائيةفي جرائم الذكاء الاصطناعي
تحدثتا في الجلسة الثامنة أ.د.آمال مملوك وأ.د.فاتن حوي، استاذتا القانون الخاص بكلية القانون بجامعة القطر عن حماية الخصوصية الرقمية في ظل اشكاليات التعامل مع الذكاء الاصطناعي.
وقدم كل من استاذ القانون الجزائي المشارك ومدير برنامج دبلوم القانون بكلية القانون الكويتية العالمية والباحثة القانونية بجمعية المحامين الكويتية فرح العازمي، ورقة عمل حول تطبيقات شات جي تي GPT Chat بين حرية الاستخدام وانتهاك الحقوق: دراسة وصفية مقارنة من منظور القانون الجزائي.
من ناحيتها، تحدثت استاذة القانون الجزائي المشارك بجامعة الحكمة بالمملكة العربية السعودية د.سماح الآغا عن مدى تطبيق قواعد المسؤولية الجنائية على الجرائم التي يرتكبها الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية.
تأثيرات الذكاء الاصطناعي على المناخ
أشارت خلال الجلسة التاسعة أستاذة الاقتصاد والمالية العامة بكلية الحقوق بجامعة الكويت أ.د.زينب عوض الله الى اثر الذكاء الاصطناعي على سوق العمل: دراسة مقارنة.
في حين قدم استاذ كلية القانون بجامعة واريك بالمملكة المتحدة آ.د.سام أدلمان ورقة عمل حول مزايا وعيوب استخدام الذكاء الاصطناعي لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.
بدوره، تحدث أ.برنارد ماير من جامعة كينغز كوليج لندن بالمملكة المتحدة عن اثر الذكاء الاصطناعي على المهن والوظائف القانونية
من جانبه، قدم الاستاذ المساعد بكلية القانون الكويتية العالمية د.جوديث سبيجل ورقة عمل بعنوان «تغير المناخ والاستهلاك المستدام: أين نحن الآن وكيف يمكننا تسريع الأمور وهي يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في ذلك؟».
تأثيرات الذكاء الاصطناعيفي قوانين التجارة والمنافسة
وكان ختام اليوم الاول من المؤتمر مع الجلسة العاشرة التي تناول فيها كل من استاذ القانون المدني بكلية القانون الكويتية العالمية أ.د.احمد إشراقية وأستاذ المالية العامة والاقتصاد المساعد بكلية القانون الكويتية العالمية د.ليال منصور بالحديث عن موضوع صناعة السياسات النقدية في البنوك المركزية عبر الذكاء الاصطناعي، مسلطين الضوء على الاهداف الاقتصادية والتحديات القانونية. من جانبها، تحدثت استاذة قانون المنافسة الاوروبي المشارك بالجامعة الكاثوليكية البرتغالية ومدير مركز كاثوليكا لأبحاث مستقبل القانون د.صوفيا أوليفيرا، عن الذكاء الاصطناعي وقانون المنافسة: الانتهاكات الخوارزمية والعلاجات.