تعتبر الثروة السمكية في الكويت ومنطقة الخليج ذات أهمية كبيرة، لكنها تعاني أحيانا من ظاهرة النفوق خلال فترات معينة من السنة تتمثل في أواخر أغسطس ـ سبتمبر، وأيضا في أبريل ـ أول مايو. بمعنى أن النفوق لا يحدث طوال السنة، وبمعنى آخر أن التلوث الذي يحدث من مصادره والمستمر ان كان له تأثير قاتل فالمفترض أن يستمر تأثيره طوال السنة وليس في أوقات معينة خلال السنة، ولعل أشهر حالات نفوق الأسماك في البحار العربية، تلك التي ضربت مياه جون الكويت في أغسطس وسبتمبر عام 2000، والتي أدت إلى نفوق ما يزيد على ثلاثة آلاف طن من الأسماك خاصة من نوع الميد «البوري»، أي نحو سبعين مليون سمكة، بحسب ما تم تقديره في ذلك الوقت. وبين هذا وذاك، يبقى السؤال حول السبب الحقيقي للنفوق، وما العوامل التي أدت إلى تفاقم الظاهرة؟
إن هذه الظاهرة متكررة سنويا في هذا التوقيت، مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الأكسجين في الماء. وأيضا ارتفاع نسب الملوثات، ما أدى إلى بروز ظاهرة النفوق بشكل كبير.
وهناك أسباب طبيعية للنفوق الجماعي للأسماك بسبب تغير خصائص المياه والمعاملات البحرية سواء أكانت بيولوجية أو كيميائية أو فيزيائية بشكل كبير ومفاجئ.
ويجب وضع خطة طوارئ محكمة والاستعداد لمجابهة حالات الازدهار الطحلبي والنفوق الجماعي للأسماك عن طريق تزويد مراكز الإنقاذ البحري والنهري والجهات المعنية بالأدوات والأجهزة والمعدات اللازمة والمكافحة الميكانيكية للأسماك النافقة وجمعها، قبل تحللها أو غرقها للقاع، ويمكن مع ذلك تقليل الآثار البيئية والاقتصادية والصحية الضارة الناتجة عنها، من خلال الاستعداد لمثل هذه الحالات واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
ولعل من أهم الإجراءات الواجبة للحفاظ على هذه الثروة القيمة، متابعة جودة المياه وعمل مسح دوري للمتغيرات البيئية، بخاصة نسب توزيع الهائمات وتركيز النيترات والمواد العضوية. مع تطبيق تقنية «الاستشعار عن بعد» واستخدام الصور الفضائية التي تلتقط بصفة دورية وانتظام، حيث يمكن أن تساعد على الرصد المبكر لأي ازدهار طحلبي أو تتبع حوادث الانسكاب البترولي أو غيرها من المخاطر.
إعداد الطالبة: مها مبارك الهاجري
كلية التربية