شارك عشرات القادة والوزراء من الدول الإسلامية أمس في الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في بانجول عاصمة غامبيا تحت شعار «تعزيز الوحدة والتضامن من خلال الحوار من أجل التنمية المستدامة»، والتي تختتم اعمالها اليوم.
وأوفد الغالبية العظمى من زعماء البلدان الأعضاء في المنظمة البالغ عددها 57 دولة ممثلين لهم إلى القمة.
وقال الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه في كلمة الافتتاح إن «هذه القمة الإسلامية تأتي في سياق تطورات خطيرة وغير مسبوقة تشهدها القضية الفلسطينية، لاسيما استمرار الجرائم والعدوان العسكري الإسرائيلي الغاشم».
وكان قد دعا الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى «تكثيف الجهود والتضامن لصالح القضية الفلسطينية»، موضحا أنه يجب خصوصا اعتماد «قرار بشأن فلسطين» في ختام القمة.
وسلطت تلك القمة الضوء على الانقسامات الإقليمية حول كيفية التعامل مع الحرب، على خلفية المخاوف من توسع النزاع في المنطقة.
ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ترأس صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، أمس، وفد المملكة المشارك في الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي.
وأكد وزير الخارجية السعودي، في كلمة المملكة، أن القضية الفلسطينية لاتزال أولوية لدى منظمة التعاون الإسلامي منذ إنشائها، والتي تعبر عن صوت الأمة الإسلامية وضميرها الحي في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق ورفع الظلم عنه إلى أن يحصل على كافة حقوقه المشروعة، التي كفلتها قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وشدد وفق وكالة الانباء السعودية (واس) أنه منذ اندلاع الاعتداءات لم تأل المملكة جهدا وبالتعاون مع الدول الشقيقة والدول الفاعلة لحماية المدنيين في فلسطين وإغاثتهم، مجددا سموه مطالب المملكة بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وتوفير ممرات إنسانية وإغاثية آمنة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق بتمكينه من الحصول على جميع حقوقه المشروعة، بما في ذلك حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة والعيش بأمان.
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن المملكة كرست رئاستها للدورة السابقة لتعزيز العمل الإسلامي المشترك وبلورة المواقف وتوحيد الصفوف والتحرك الإيجابي على المستويات كافة لمواجهة التهديدات المشتركة، والتصدي للأعمال المستفزة تجاه الرموز الإسلامية وحرمة المصحف الشريف، وأعمال الكراهية والعنصرية والإسلاموفوبيا.
وأوضح أن المملكة تواصل دورها في لم شمل المسلمين واجتماع كلمتهم، والمبادرة لكل ما من شأنه أن يسهم في تعزيز دور المنظمة في حل النزاعات وتحقيق السلم والأمن الإقليمي والعالمي، مؤكدا استمرار المملكة في نهجها في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله على المستويين الوطني والدولي.
كما أكد وزير الخارجية السعودي على أهمية دعم جهود السلام المبذولة في اليمن الشقيق في سبيل إيجاد حل سياسي شامل يرفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق ويدعم تطلعاته الاقتصادية والتنموية، وعلى أهمية استقرار سورية والحفاظ على وحدتها وهويتها وأمنها وسلامة أراضيها، ودعم الجهود المبذولة لمحاربة التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة، ومنع تهريب المخدرات عبر أراضيها، لتصبح بيئة آمنة لعودة اللاجئين السوريين.
وعن ملف السودان، أكد بن فرحان أهمية وحدة السودان وسيادته وضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة لتتمكن من ممارسة دورها وحفظ مقدرات الشعب السوداني الشقيق، وتجنيبه نزاعات تقوده نحو مستقبل مظلم.
وأكد موقف المملكة الثابت من سيادة الصومال ووحدة أراضيه وسلامته الإقليمية بما يتماشى مع القانون الدولي، وأملها أن يسهم قرار مجلس الأمن الدولي بشأن رفع حظر تصدير السلاح للصومال في دعم مسيرته لإرساء السلام والاستقرار وحفظ الأمن.