واصل طلاب مؤيدون للفلسطينيين في أوروبا تحركاتهم من خلال إقامة مخيمات احتجاجية في حرم جامعات ومحاولة إغلاق مبان جامعية خصوصا في باريس وبرلين وكولونيا وسويسرا.
ففي العاصمة الفرنسية، تدخلت الشرطة مجددا مرتين لتفريق تجمعات مؤيدة للفلسطينيين أمام المبنى التاريخي لمعهد سيانس بو العريق للعلوم السياسية على ما أفاد مراسلو وكالة «فرانس برس».
وسد طلاب مؤيدون للفلسطينيين مجددا مدخل المقر الرئيسي للمعهد الواقع في حي راق في باريس لفترة وجيزة مستخدمين حاويات القمامة وقطع أثاث ودراجات هوائية.
وتجمع نحو عشرين طالبا في الشارع وقد وضع بعضهم كمامات أو كوفيات تغطي جزءا من وجوههم، وانتشر عناصر من الشرطة على مسافة قريبة.
وأكدت طالبة في السنة الأولى، رفضت الكشف عن اسمها، أن سد المداخل يأتي للتشديد على المطالب التي ترفع في معاهد سيانس بو في باريس منذ أسابيع عدة ولاسيما إجراء تحقيق حول الشراكات مع الجامعات الإسرائيلية و«وقف قمع الطلاب الذين يتحركون ووقف العقوبات».
وأكدت إدارة المعهد أن 13 طالبا ينفذون إضرابا عن الطعام باشروه في نهاية الأسبوع الماضي.
وفي هولندا، فرقت الشرطة اعتصاما في حرم جامعة أمستردام نفذه طلاب يطالبون الجامعة بقطع علاقاتها مع إسرائيل بسبب هجومها على غزة وأوقفت عشرات منهم.
وأظهرت لقطات بثتها هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة (إن أو إس) الشرطة وهي تهاجم متظاهرين في جامعة أمستردام، بالهراوات وتزيل الخيام بعد رفضهم مغادرة الحرم الجامعي.
وقالت الشرطة في بيان إن «التظاهرة اتخذت طابعا عنيفا.. اقتلعت حجارة كبيرة من الأرض».
واشارت الشرطة إلى ان الطلاب ألقوا حجارة ومفرقعات على الشرطة أثناء تفريق الاحتجاج، كما أغلقوا بعض الطرق المؤدية إلى الجامعة، ما دفع الشرطة إلى تفريقهم.
وقالت جامعة أمستردام في بيان إن لديها برامج تبادل مع ثلاث جامعات إسرائيلية وإن باحثين أو شركات إسرائيلية تشارك في ثمانية مشاريع بحثية أوروبية تساهم فيها أيضا الجامعة.
وقالت إن الجامعة «لا تريد المساهمة في الحرب بأي شكل من الأشكال، ولا تريد المشاركة في التبادلات التعليمية ذات الطبيعة العسكرية».
وعلى غرار الولايات المتحدة، تتزايد التعبئة في كل دول أوروبا تقريبا.
وفي ألمانيا، تجري الاحتجاجات الطلابية في الوقت الحالي على نطاق أصغر، وتتركز بشكل رئيسي في برلين وكولونيا (غرب).
وأقام ما بين 60 و80 شخصا في العاصمة الألمانية مخيما احتجاجيا في حرم جامعة برلين الحرة، إحدى أعرق الجامعات في ألمانيا، قبل أن تفرقهم الشرطة.
وتم نصب خيام وأعلام فلسطينية ولافتات كتب عليها «الإضراب مقاومة» في الموقع.
وقال رئيس الجامعة غونتر زيغلر في بيان «هذا النوع من الاحتجاج لا يركز على الحوار»، معتبرا أن الاعتصام في المبنى «غير مقبول».
وفي سويسرا، اكتسبت الحركة الطلابية المؤيدة للفلسطينيين زخما في الجامعات مع الاعتصام في مبان في: لوزان وزيوريخ وجنيف.
وكان طلاب جامعة لوزان أول من أطلق الحراك من خلال الاعتصام في قاعة أحد المباني مساء الخميس الفائت للمطالبة خصوصا بإنهاء التعاون مع الجامعات الإسرائيلية.
من جهتها، قالت الجامعة في بيان إنه «لا يوجد سبب لقطع هذه العلاقات».
وأفاد مراسل لوكالة «فرانس برس» بأن الحراك امتد إلى المدرسة الفيدرالية للعلوم التطبيقية في لوزان، حيث أعلنت مجموعة من الطلاب المؤيدين للفلسطينيين أنهم قرروا الاعتصام سلميا في ساحة المؤسسة، وقال متحدث باسم الجامعة لوكالة «فرانس برس» إن عدد الطلاب يقدر بالعشرات.
ويدعو الطلاب إلى «مقاطعة أكاديمية» للمؤسسات الإسرائيلية ووقف إطلاق النار في غزة واستئناف تمويل وكالة الأونروا وإنهاء «الاحتلال والفصل العنصري»، حسبما كتبوا في بيان الاثنين.
وشهدت مدرسة العلوم التطبيقية في زيوريخ أيضا اعتصام عشرات الطلاب في مدخل المعهد.
وهتف المتظاهرون خصوصا «فلسطين حرة» ووضعوا ملصقا على الأرض كتب عليه «لا تكنولوجيا للإبادة الجماعية»، قبل أن تفرقهم الشرطة، وفق وكالة الأنباء السويسرية «كيستون إيه تي إس».
وفي جنيف، اعتصم أعضاء من تنسيقية داعمة للفلسطينيين في الجامعة.
ورفعت العديد من الأعلام الفلسطينية في جميع طوابق المبنى، بالإضافة إلى لافتات كتب عليها «فلسطين حرة، أوقفوا الإبادة الجماعية» و«من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر».
وفي رسالة إلى رئاسة الجامعة، طلب الائتلاف خصوصا إعطاء منح للطلاب الفلسطينيين و«الإنهاء الفوري للروابط بين جامعة جنيف والجامعات الإسرائيلية».