شكّلت التطورات الميدانية في رفح محور التحركات الديبلوماسية الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وقد تكون منطلقا لتقويضها في حال أصر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على المضي قدما في اجتياحها البري، وهو ما وضعه في مواجهة مباشرة غير مسبوقة مع حليفه الرئيس الأميركي جو بايدن الذي هدد، في مقابلة مع «سي إن إن» الإخبارية، قائلاً: «إذا دخلوا إلى رفح فلن أزودهم بالأسلحة التي استخدمت في السابق ضد مدنيين»، وهذا أقوى تهديد من الإدارة الأميركية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان اعتبر ان هذا التهديد «صعب جدا ومخيب للآمال»، أما نتنياهو فقد قال «سنقاتل بمفردنا إذا اضطررنا لذلك»، حسبما نقلت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت».
من جهتها، حذرت حركة «حماس» من ان اجتياح إسرائيل لرفح واحتلال الجانب الفلسطيني من معبرها الحدودي، يقطع الطريق على جهود الوسطاء المصريين والقطريين والأميركيين الساعين إلى اتفاق هدنة. وأعلن عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق أمس أن وفد الحركة غادر القاهرة إلى الدوحة، بعد جولة مفاوضات، مؤكدا تمسك «حماس» بالموافقة على الورقة التي قدمها الوسطاء لوقف إطلاق النار، محذرا من ان اجتياح رفح يهدف إلى قطع لطريق الوساطة وتصعيد العدوان وحرب الإبادة.
وفي السياق، نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصدر «رفيع المستوى» أن «مصر جددت تحذيرها للمشاركين بالمفاوضات من خطورة التصعيد، حال فشل المفاوضات للوصول إلى اتفاق هدنة».
من جانبه، أفاد وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بأن حكومته ستعمل على تحقيق أهدافها في غزة بغض النظر عن التهديد الأميركي.
ميدانيا، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس بدء حملة عسكرية في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، هي الثانية خلال نحو ثلاثة أشهر.
وقال الناطق باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة «إكس»، إن قوات الجيش بقيادة الفرقة 99 بدأت حملة عسكرية في منطقة الزيتون، ودمرت حوالي 25 هدفا جوا لتطهير المنطقة للقوات التي تعمل في الميدان.
ومن بين الأهداف التي تمت مهاجمتها مبان عسكرية وأنفاق هجومية ومواقع استطلاع ومواقع قنص وبنى تحتية أخرى، وفق البيان.
من جهتها، أفادت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت صباح أمس عددا من المنازل السكنية والبنية التحتية في الحي.
وقالت المصادر لوكالة أنباء «شينخوا» إن الغارات المكثفة التي نجمت عنها أصوات انفجارات ضخمة أدت لمقتل عدد من الفلسطينيين وجرح آخرين. وأفادت وكالة فرانس برس بحصول قصف مدفعي كثيف لرفح في أقصى جنوب قطاع غزة المحاصر. وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته أنه شن ضربات على «مواقع لحماس» في وسط القطاع.
إلى ذلك، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس بأن حوالى 80 ألف شخص فروا من رفح خلال ثلاثة أيام منذ كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة.
وقالت الأونروا على منصة «إكس» «منذ تكثفت عملية القوات الإسرائيلية العسكرية في السادس من مايو، فر حوالى 80 ألف شخص من رفح، بحثا على مكان آخر للجوء إليه»، محذرة من أن «خسائر هذه العائلات لا تحتمل. لا يوجد مكان آمن».
وفي غضون ذلك، انتقلت عدوى الاحتجاجات الطلابية من الجامعات الأميركية إلى البريطانية والسويسرية، حيث نصبت الخيام ورفعت أعلام فلسطينية وشعارات تدعو إلى وقف الحرب في حدائق كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) في لندن، واحتل ناشطون وطلاب رافضون للحرب على غزة بهو جامعة جنيف ورفعوا الأعلام الفلسطينية والشعارات الرافضة للحرب.