نهضة متجلية منذ ستينيات القرن الماضي ووفاء إلى جميع شعوب العالم تمده أيدي رفعت هامات المجد لبلدها ولبلدان كثيرة وساهمت في نهضتها، إنها دولة الكويت الشقيقة قلب الأمة النابض بالحب للجميع الذي يشهد عليه العالم أجمع.
الكويت وهي تمد يد السلم والسلام للجميع ما زالت تمارس دورها الحيوي المهم على الساحة العربية والدولية لرأب تصدعات الأمة والذود عنها من خلال ديبلوماسية السلم والسلام، فنهجها القويم في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير ومد يد العون والمساعدة لكل صغير وكبير هو الذي أكسبها حبا واحتراما وتقديرا من جميع الشعوب، فسياسة الإخاء التي تنتهجها الكويت مع جميع الأشقاء والأصدقاء أكسبتها محبة الجميع فهي القلب الحاني النابض على مصلحة الأمة وصلاحها.
ومع الزيارة الكريمة لضيف عمان الكبير حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله - لدولة الكويت ولقائه بصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، تتجلى تلك العلاقات الوثيقة بين البلدين في أبهى صورها يعززها نسيج خليجي واحد وقواسم مشتركة ومصير واحد ووفاق في كل قضايا الأمة، حيث جمعت علاقات المودة والتعاضد سلطنة عمان بشقيقتها الكويت وعبر عقود من الزمن بإرادة دعمتها قيادة البلدين نحو بناء الأوطان وخدمة الإنسان.
بالأمس واليوم يجتمع هنا بالكويت قيادتا البلدين والآمال معقودة نحو مزيد من التعاون في مختلف المجالات والقضايا الحيوية التي تهم المنطقة بهدف وجود انسجام خليجي شامل وترابط متين لخير دول الخليج واستقرارها وأمنها وفق رؤى واضحة المعالم.
إن الزيارة التاريخية لجلالة السلطان هيثم بن طارق ستسهم وبلا شك في تطور ونماء وتوطيد العلاقة بين الأشقاء يدعمها تعاون كبير من خلال افتتاح المشاريع المشتركة والاستثمار في عدد من المشاريع الحيوية في كلا البلدين، حيث كان آخرها افتتاح مشروع مصفاة الدقم. ومع القادم بإذن الله من أوجه التعاون خاصة في المناطق الاقتصادية والصناعية الخاصة والمقامة في عمان أو الكويت، والتي تتميز بالمواقع المناسبة وتشرف على الخليج العربي وبحر عمان وبحر العرب والمحيط الهندي ستنطلق حركة التبادل في التجارة العالمية إلى آفاق أرحب تحقق الخير والنماء للبلدين الشقيقين.
إن وجود مشروع حيوي كبير بين البلدين كمصفاة الدقم له دلالته، حيث سيعمل على زيادة حركة المنطقة ووجود النفط ومشتقاته في منطقة استراتيجية تمكن الجميع من الاستفادة من خدمات مصفاة الدقم وتحقق العوائد المرجوة منها. كما سيسهم هذا الحراك الاقتصادي والاستثماري في بناء جسور من التعاون بين البلدين الشقيقين، وسيدعم التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والسياحية والاستثمارية، كل تلك الجهود الصادقة بإذن الله ستكون من خلال التوقيع على مذكرات تفاهم نحو آفاق أوسع وأكبر ومشاريع تنموية قادمة بين البلدين الشقيقين وبما يخدم شعوبهما وشعوب الخليج أجمع.
إن استشراف المستقبل من مثل هذه الزيارات التي تحمل البشائر التي ترقبها الشعوب وتأمل في إيجاد الآلاف الفرص الوظيفية وفي مختلف القطاعات من خلال المشاريع المشتركة والاستثمارات الكبرى سيعزز من رفاهية المواطن بلا شك وفي كلتا الدولتين.
جسور من التواصل والأمل تبنى اليوم بين مسقط والكويت ليمتد أفقها إلى دول الخليج والوطن العربي والعالم أجمع في تجربة فريدة من تجارب النجاح بين الأشقاء تسعى للخير دائما بحمد الله وفضله.
حمدا لله وشكرا دائما يتجلى في محبة الأوطان وقلوبنا تلهج بالشكر لله الواحد الأحد على تيسيره هذا الوفاق ودعوة في باطن الغيب نرفعها جميعا أن يحفظ الله أوطاننا ويبارك في خيراتها وثرواتها ويديم علينا وعلى قادتنا السعادة والخير، فالكويت هي قلب الأمة النابض الذي نقف جميعا إجلالا لعطائه.