تجمع عشرات آلاف الإيرانيين في وقت مبكر اليوم في وسط طهران للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم الراحل رئيسي ورفاقه الذين قضوا الأحد في حادث تحطم مروحية في شمال غرب إيران، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي.
وتجمعت الحشود في جامعة طهران ومحيطها حيث أم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي محاطا بمسؤولين كبار صلاة الجنازة على جثامين رئيسي وسبعة من وفد مرافق بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.
وانضم إلى موكب التشييع رئيس المكتب السياسي للحركة حماس إسماعيل هنية ونائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم.
وقال هنية للحشود «نحن مطمئنون بأن الجمهورية ماضية في سياستها وثوابتها، برعاية قائدها في دعم فلسطين والمقاومة»، وذلك وسط صيحات «الموت لإسرائيل».
وفي العاصمة، رفعت لافتات ضخمة تشيد بالرئيس الراحل ووصفته وأعضاء الوفد الذين كانوا معه بأنهم «شهداء الخدمة»، في حين ودع آخرون من كان «عونا للمحرومين».
وتلقى سكان طهران رسائل هاتفية تحضهم على «حضور جنازة شهيد الخدمة».
وكانت جثامين الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه الذين قضوا في حادث تحطم مروحية في محافظة أذربيجان الشرقية، إلى العاصمة طهران أمس.
وقد أعلن رئيس «لجنة تشييع الشهداء»، محسن منصوري، أن اليوم سيكون عطلة رسمية في أنحاء البلاد بسبب مراسم التشييع، التي ستنطلق من جامعة طهران إلى ساحة آزادي (الحرية).
وأضاف أن مراسم دفن رئيسي ستقام صباح غد الخميس في «حرم الإمام الرضا عليه السلام» في مسقط رأسه في مشهد.
وكانت حشود ضخمة توافدت إلى الساحة الرئيسية في مدينة تبريز ولوحت بأعلام وصور للرئيس الراحل وللضحايا الآخرين في الحادث، بحسب صور التقطتها «أ ف ب تي في».
ونقلت النعوش الثمانية مغطاة بالعلم الإيراني على متن شاحنة وسط الحشود. وسينقل جثمان رئيسي إلى محافظة خراسان الجنوبية في شرق البلاد، وسيوارى الثرى غدا الخميس في مسقط رأسه مدينة مشهد.
وفي كلمة ألقاها مع انطلاق المراسم، أشاد وزير الداخلية أحمد وحيدي بالضحايا «الشهداء» وقال: «أظهر الشعب الإيراني أنه سيحول كل مصيبة إلى درج للارتقاء بالأمة إلى أمجاد جديدة».
وأضاف: «نحن، أعضاء الحكومة الذين كان لنا شرف خدمة هذا الرئيس الحبيب، هذا الرئيس المجتهد، نلتزم أمام شعبنا العزيز وقائدنا بالسير على درب هؤلاء الشهداء».
وأظهر التلفزيون الرسمي آلاف الأشخاص الذين احتشدوا في وسط مركز محافظة أذربيجان الشرقية حاملين صور الرئيس والضحايا الـ 7 الآخرين في الحادث.
من جهته، أعلن رئيس «لجنة تشييع الشهداء»، محسن منصوري، تفاصيل تشييع جثامين الرئيس الإيراني ورفاقه، وقال إن مراسم دفن رئيسي ستقام صباح غد الخميس في حرم الإمام الرضا. ونقلت وكالة «تسنيم» الدولية للأنباء عن منصوري قوله إن اليوم الأربعاء عطلة رسمية في أنحاء البلاد بسبب مراسم التشييع.
وأضاف منصوري، بحسب «تسنيم»: «ستقام صباح اليوم الأربعاء مراسم التشييع في طهران من جامعة طهران إلى ساحة آزادي (الحرية)».
وأشار إلى أنه ستكون هناك مراسم تقام عصر اليوم بحضور وفود وضيوف أجانب في طهران.
هذا وواصلت دول العالم تقديم التعازي في وفاة رئيسي حيث، قدم المستشار الألماني أولاف شولتس «تعازيه» وكتب في رسالة إلى نائب الرئيس محمد مخبر الذي أصبح رئيسا للسلطة التنفيذية «نقدم تعازينا لحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعائلات الذين قتلوا في الحادث».
وبالتزامن مع مراسم تشييع رئيسي ورفاقه، انتخب موحدي كرماني رئيسا لمجلس خبراء القيادة في إيران بأغلبية 55 صوتا، وفق ما أفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء.
ووفق الوكالة نفسها سيتولى موحدي كرماني رئاسة هذا المجلس لمدة عامين بحسب النظام الداخلي لمجلس الخبراء.
وانتخب أعضاء مجلس خبراء القيادة، سيد هاشم حسيني بوشهري كنائب أول وعلي رضا أعرافي كنائب ثان لرئيس المجلس لمدة عامين، كما تم انتخاب عباس كعبي ومحسن أراكي أمناء سر الهيئة الرئاسية.
جاء ذلك خلال مراسم افتتاح الدورة السادسة لمجلس خبراء القيادة، أمس، بحضور رؤساء السلطات وشخصيات حكومية وعسكرية.
من جهته، أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في رسالة إلى مجلس خبراء القيادة أن المجلس مظهر الديموقراطية الإسلامية.
وأضاف، إن مجلس الخبراء هو مظهر الديموقراطية الإسلامية. واختيار القائد وفق المعايير الإسلامية هو من مسؤولية هذا المجلس الذي هو نفسه منتخب من الشعب. المعايير إسلامية والاختيار شعبي. وهذه هي الإشارة والمؤشر الأوضح للجمهورية الإسلامية الإيرانية.