ثامر السليم
قال الأمين المساعد لشؤون المجلس الأعلى واستشراف المستقبل بالتكليف في الأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية أحمد العنزي «إننا نستذكر معا الحقيقة التاريخية لنشأة المجتمع الكويتي والتي كانت تجسيدا رائعا للإحساس العالي بالمسؤولية المجتمعية، ونتيجة للجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة بتوجيهات حكيمة من المغفور له الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله - في الجانب الإنساني والإغاثي على مستوى العالم، حيث كرمته منظمة الأمم المتحدة في 9 سبتمبر 2014 بتسمية سموه «قائدا للعمل الإنساني»، واختارت دولة الكويت مركزا للعمل الإنساني، لافتا إلى أن أسس المسؤولية الاجتماعية هي واجب وطني وإنساني في آن واحد.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها أمس في افتتاح «مؤتمر ومعرض المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة» والذي ينظمه مركز انفينيتي انترناشيونال لتنظيم المعارض والمؤتمرات.
وأضاف العنزي انه كانت لرؤية الكويت للتنمية التي تسعى إلى تفعيلها في جميع قطاعات الدولة هدف تحقيق الاستقرار الاجتماعي، وتوفير نوع من العدالة وسيادة مبدأ تكافؤ الفرص، وتحسين جودة الحياة مع ازدياد وعي الأفراد للوصول إلى التنمية وأهمية الاندماج بين المؤسسات والفئات داخل المجتمع الواحد لتحقيق المصالح ذاتها، وتحقيق التوازن بين التكوين البيولوجي للإنسان والتكوين الاجتماعي، بهدف تحقيق التنمية المستدامة عن طريق استغلال الموارد والثروات الموجودة بفاعلية وكفاءة من خلال تحقيق المواطنة المسؤولة والحكومة الفاعلة للمواطنين، وخلق بيئة تنافسية مع توفير فرص مثمرة ومع تبين الأجندة العالمية للتنمية المستدامة 2030.
وأشار إلى أن الكويت عكفت على تعزيز قدرة مؤسساتها لاستيعاب الخطط والسياسات والبرامج ومراقبة التنفيذ المنظم لأهداف التنمية المستدامة بفاعلية وكفاءة، وقد تم ذلك من خلال تشكيل لجنة وطنية للتنمية المستدامة، شارك فيها ممثلون من قطاعات عريضة من أصحاب الشأن من الجهات الحكومية وغير الحكومية.
ولفت إلى أن هذه المشاركة عززت من جهود الدولة في تحقيق العديد من الإنجازات التي لم تكن تتحقق دون المشاركة بين هذه المؤسسات، وهذا ما يميز أهداف التنمية المستدامة، مؤكدا أنها أهداف تركز على شمولية الجميع من خلال مجموعة مترابطة ومتوازنة من السياسات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ضمن خطط التنمية، بما يحقق الحفاظ على التوازن بين الكفاءة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والحفاظ على البيئة.
وذكر العنزي «أنه انطلاقا من أن المسؤولية المجتمعية التي تعد ثقافة عامة تساهم في ترسيخ مبادئ التضامن والتكافل الاجتماعي، وتعكس مدى الانتماء والمسؤولية تجاه وطننا الغالي الكويت، فإن الدولة تقود منذ عقود جهود دؤوبة واسعة النطاق لتعزيز الجوانب التوعوية بشأن أهمية الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، واتخاذ إجراءات تنفيذية في صميم سياساتها واستراتيجياتها من خلال المواءمة بين رؤية الكويت 2035 وأجندة أهداف التنمية المستدامة 2030، وهي تدابير انطلقت على أسس من الحوار التفاعلية والخاصة والمؤسسات الذي ساهم في تعزيز الشراكات بين مختلف القطاعات العامة العلمية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب الخبرات والكفاءات الوطنية لتشجيع المبادرات، ودعم الفعاليات ورعاية الأنشطة القادرة على تحسين المجتمع».
وفي الإطار ذاته، قال رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر «مؤتمر ومعرض المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة» مبارك عبدالهادي ان مركز انفينيتي انترناشونال يسلط الضوء على أهمية المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة من خلال تنظيم المؤتمر الذي يهدف من خلاله إلى نشر الوعي وتعزيز المعرفة واكتساب الخبرات ومناقشة أهم القضايا والمواضيع الخاصة واستعراض أهم الاستراتيجيات والمهارات والتجارب الناجحة في هذا المجال من منظور واقعي ومعاصر، مثمنا للجهات المشاركة الفاعلة المتميزة.