أسامة دياب
أكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى البلاد تشانغ جيانوي قوة ومتانة العلاقات الصينية ـ الكويتية وتطورها الملحوظ على كل الأصعدة، لافتا إلى أن العلاقات الثنائية حققت سلسلة من النتائج المهمة بفضل الجهود المشتركة للبلدين خلال العامين الماضيين، حيث تم تعزيز الصداقة التقليدية وتعميق التعاون العملي.
وأوضح جيانوي في لقاء جمعه مع عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية، أن لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ مع صاحب سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد مرتين في ديسمبر 2022 وسبتمبر 2023، ضخ زخما جديدا وقويا على صعيد تطوير العلاقات الصينية ـ الكويتية.
وأشار جيانوي إلى استمرار الشراكة القوية بين بلاده والكويت والتي تقوم على مبادئ الاحترام والثقة المتبادلة، فضلا عن تبادلهما للدعم في القضايا التي تهم المصالح الأساسية المشتركة للبلدين، مستذكرا لقاء الرئيس شي جين بينغ بصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد في مدينة هانغتشو في سبتمبر الماضي، والذي أكد فيه دعم الصين للجهود الكويتية في صيانة سيادتها وسلامة أراضيها، وأنها مستعدة لبذل جهود مشتركة مع الجانب الكويتي للحفاظ على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والذي يعتبر «القاعدة الذهبية» لبقاء الدول النامية.
وعلى الصعيد السياسي قال جيانوي «يجمع الصين والكويت العديد من الأهداف المشتركة، ويلتزم الجانبان بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والحفاظ على النظام الدولي القائم على أساس احترام القانون والتعددية، ويدعو إلى ترسيخ مبادئ التضامن والتعاون والإنصاف والعدالة في العلاقات الدولية، وحماية مصالح الدول النامية».
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال جيانوي «يدعم الجانبان القضية العادلة للشعب الفلسطيني ثابتا، والسعي إلى الحل الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين».
وذكر أنه «من الناحية الاقتصادية تتمتع الصين والكويت بمزايا متكاملة وتحققان المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، فمنذ عام 2015 تحافظ الصين باستمرار على مكانتها كأكبر شريك تجاري للكويت، وفي عام 2023 بلغ إجمالي التجارة الثنائية بين الصين والكويت 22.39 مليار دولار أميركي، كما تعد الكويت تاسع أكبر مصدر لواردات النفط الخام للصين، حيث استوردت الصين 24.53 مليون طن من النفط الخام من الكويت، كاشفا عن وجود حوالي 60 شركة صينية في الكويت حاليا شاركت في أكثر من 80 مشروع مقاولات هندسية في الكويت، مشددا على أن الشركات الصينية تتمتع بقدرة قوية وتقنية متقدمة وخبرة غنية في مجال بناء البنية التحتية.
ولفت جيانوي إلى أن الصين والكويت يدعوان إلى الحوار بين الحضارات وحماية تنوع حضارات العالم والتخلي عن التمييز والتحيز ضد حضارات معينة، ومعارضة «نظرية صراع الحضارات»، لافتا إلى أنه في السنوات الأخيرة شهدت التبادلات الثقافية بين الجانبين فعاليات متزايدة، وتم افتتاح المركز الثقافي الصيني في الكويت بنجاح وهو أول مركز ثقافي صيني في منطقة الخليج.
وأضاف أن المركز أقام العديد من الأنشطة الثقافية مثل محاضرات حول الطب الصيني التقليدي والتاي تشي، وحاليا يقام في المركز الفصل الأول لتعليم اللغة الصينية، بما يدرس فيها أكثر من أربعين متعلما من الجهات الحكومية الكويتية ومختلف الأوساط الاجتماعية.
ولفت إلى أن الكويت كانت أول دولة عربية خليجية تقيم علاقات ديبلوماسية مع الصين الجديدة على أساس مبدأ الصين الواحدة، مشددا على أن مسألة تايوان هي جوهر المصالح الأساسية للصين، مشيرا إلى أن الترويج بأن وضع تايوان لم يتحدد بعد هو تشويه متعمد وتحد للقرار رقم 2758 الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1971، وتضليل للرأي العام الدولي وتحد لإجماع وتوافق المجتمع الدولي على مبدأ الصين الواحدة.
وأشار جيانوي إلى ان الصين تقيم علاقات ديبلوماسية مع 183 دولة جميعهم تعهدوا بالالتزام بمبدأ الصين الواحدة سياسيا، وبقطع العلاقات الديبلوماسية مع تايوان، موضحا أن بلاده ستتخذ إجراءات صارمة للتصدي للأنشطة الانفصالية الساعية لما يسمى بـ «استقلال تايوان» والتدخل الخارجي، موضحا أن بلاده تقدر عاليا موقف الكويت العادل والدائم في دعم مبدأ الصين الواحدة.
وتابع «وفيما يخص القضايا المتعلقة بمستقبل البشرية ومصيرها تتمسك الصين والكويت بقيم مشتركة وتؤمنان بأن البشرية لديها مستقبل مشترك ويجب أن تتحد وتتعاون وتمضي قدما جنبا إلى جنب، ويتخذ الجانبان إجراءات ملموسة في العلاقات الثنائية ليصبحا نموذجا يحتذى به».
وذكر أن «الوضع الدولي الحالي متشابك مع الفوضى، يحتاج تضافر الجهود وتعزيز لمفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وبناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن والازدهار المشترك والانفتاح والشمول والنظافة والجمال واتخاذ تطبيق مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية كإرشاد استراتيجي، واتخاذ التعاون في بناء «الحزام والطريق» بجودة عالية كمنصة التطبيقية، وتدعو الصين إلى تحقيق التعددية العالمية».
وقال «إن صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد هو أول زعيم خليجي يعلن بوضوح دعمه لمبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية التي طرحها الرئيس شي جينبينغ، كما أن البلدين يسيران جنبا إلى جنب في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية».
وردا على سؤال عما إذا كانت هناك زيارة مرتقبة للرئيس الصيني إلى الكويت في المستقبل القريب قال جيانوي «الرئيس يولي الكويت اهتماما بالغا وهناك رغبة من قبله لزيارتها»، مؤكدا على تنفيذ التوافقات التي تم التوصل اليها بين قيادتي البلدين، فنحن نعمل مع الكويت لترجمة هذه الاتفاقيات إلى إنجاز حقيقي يصب في صالح البلدين الصديقين.
وعن مصير اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون قال «ان التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون مهم للغاية وهناك مفاوضات بين الجانبين في هذا الصدد»، موضحا أن بلاده لديها الرغبة القوية في إتمام هذا الاتفاق في أقرب وقت ممكن». وأشار إلى أن العلاقات الخليجية ـ الصينية تتطور بشكل ملحوظ وأن الجانبين يركزان جهودهما على عملية التنمية وتعزيز التعاون فيما بينهما مما يخدم مصالحهما المشتركة خصوصا أن بلاده تهتم بنشر السلام والاستقرار واستتباب المنطقة.