أثار سعر شراء محصول القمح لهذا الموسم، والذي حددته الإدارة الذاتية المعلنة من قبل الأكراد شمال شرق سورية، غضبا بين المزارعين في محافظتي الحسكة والرقة، كونه أقل من السعر المحدد العام الماضي بحوالي الربع. وشكل السعر الجديد صدمة للمزارعين الذين كانوا يأملون بسعر أعلى من العام الفائت نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج ورفع قوات سوريا الديموقراطية (قسد) التي تشكل الجناح العسكري للادارة، سعر ربطة الخبز والمحروقات مؤخرا.
وبحسب القرار الصادر من قبل هيئة الزراعة والري في الإدارة أمس، بلغ سعر شراء القمح بمبلغ 31 سنتا للكيلوغرام ويخضع لنظام الدرجات العادية، في حين حددته العام الماضي بسعر 43 سنتا للكمية نفسها.
وقالت وكالة «نورث برس»، الناشطة في المنطقة، إنها حصلت على تصريح سابق من مسؤولين بـ «الإدارة الذاتية» أفادا بأن «الإدارة» ستشتري كامل محصولي القمح والقطن من المزارعين للعام الحالي.
وحسبما رصده موقع «عنب بلدي»، اعتصم مزارعو منطقة عامودا وسط المدينة احتجاجا على قرار «الإدارة الذاتية» بتحديد تسعيرة القمح بـ 31 سنتا. ورفع بضعهم لافتات قالوا فيها «هذا القرار يقتلنا» و«الموت ولا المذلة».
وقال فيصل الصايل، وهو مزارع من منطقة عامودا للموقع، إن التسعيرة تعتبر «ظلما كبيرا» بحق المزارعين، وأكد أنه في حال استمر الوضع هكذا سيجبر المزارعون على ترك زراعة المحصول الاستراتيجي، إثر خفض سعر الشراء المستمر في كل عام.
وطالب المزارع «الإدارة الذاتية» بإعادة النظر بالتسعيرة لهذا العام بشكل عاجل. وكان تأخر «الإدارة الذاتية» بتسعير المحاصيل الزراعية لموسم الحصاد الحالي، قد عرض المزارعين لاستغلال تجار الحبوب من القمح والشعير.
ونظم الأهالي والفلاحون وقفات احتجاجية أمام «المجلس التنفيذي» وحاجز الفروسية وعند المدخل الغربي لمدينة الرقة، إضافة إلى وقفات احتجاجية في مدينتي الطبقة والمنصورة بالريف الغربي، بحسب شبكة «نهر ميديا».
وتوجد في محافظة الحسكة تسعيرتان لشراء المحاصيل الزراعية، تصدر الأولى عن الحكومة السورية في دمشق، والثانية عن «الإدارة الذاتية»، التي تسيطر على مناطق شمال شرقي سورية.
وكان مجلس الوزراء السوري قد حدد سعر شراء القمح من الفلاحين للموسم الحالي بمبلغ 5500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد بحدود 0.36 دولار، أي أكثر من السعر الذي أعلنته «الإدارة الذاتية».
واشترت «الإدارة الذاتية» من المزارعين مليونا و150 ألف طن من إنتاج القمح لموسم حصاد العام الماضي، بسعر 43 سنتا لكل كيلوغرام، وأعلنت في 31 يونيو 2023، إيقاف عمليات الشراء من المزارعين.
في غضون ذلك، نقل موقع تلفزيون سوريا، عن مصدر مطلع قوله إن لقاءات مكثفة بين مسؤولي مالية الإدارة الذاتية من كوادر حزب العمال الكردستاني (PKK) ومسؤولين من حكومة دمشق، الأيام الماضية أفضت إلى اتفاق بتوريد كمية 500 ألف طن من القمح من مناطق سيطرة «قسد» على دفعات وبسعر 36 سنتا.
وأشار المصدر إن حكومة دمشق ستسلم الإدارة الذاتية ثمن القمح بالليرة السورية على دفعات بشرط توريد الأخيرة القمح بأكياس الخيش لتسهيل عملية تخزين ونقل القمح من مناطق سيطرة «قسد» إلى بقية المحافظات.