- ملك البحرين: ضرورة تكثيف الجهود الديبلوماسية للاعتراف الكامل بفلسطين ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
- السيسي يدعو إلى التصدي لمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين والإنفاذ الفوري للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة
عواصم ـ وكالات ـ خديجة حمودة
اختتم المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني ـ العربي الذي عقد في العاصمة الصينية أمس باعتماد «إعلان بكين» و«خطة تنفيذ المنتدى 2024-2026»، وبيان مشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية التي هيمنت، إلى جانب الحرب الاسرائيلية على غزة، على كلمات المشاركين، الذين أكدوا على عمق العلاقات العربية ـ الصينية وسبل تطويرها.
وعقد المؤتمر بحضور كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وعدد من القادة ورؤساء وفود الدول العربية المشاركة.
ودعا الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمته خلال افتتاح المنتدى أمس إلى عقد مؤتمر للسلام لإنهاء الحرب بين إسرائيل و«حماس»، مؤكدا انه لا ينبغي استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى، ولا يجوز غياب العدالة إلى الأبد، ولا يجب تأرجح الالتزام بحل الدولتين حسب الأهواء.
وأشار شي، إلى أن الشرق الأوسط أرض تزخر بآفاق واسعة للتنمية، غير أن نيران الحرب لاتزال تستعر فيها. فمنذ أكتوبر المنصرم، شهد الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي تصعيدا حادا، الأمر الذي ألقى بالناس في آتون هائل من المعاناة.
وأضاف شي أن الصين تدعم بثبات إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتدعم عقد مؤتمر سلام دولي بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر.
وأشار إلى أن الصين ستواصل تقديم يد العون للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ودعم إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب، ودعم عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) في تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة إلى قطاع غزة.
وأشاد شي «بالحس العميق بالألفة» مع العالم العربي، وقال في كلمته إن «الصداقة بين الصين والشعب الصيني والدول والشعوب العربية تنبع من التبادلات الودية على طول طريق الحرير القديم».
وقال إن «الصين ستواصل تعزيز التعاون الاستراتيجي مع الجانب العربي في مجالي النفط والغاز، ودمج أمن الإمدادات مع أمن الأسواق»، وأضاف أن «الصين جاهزة للعمل مع الجانب العربي في مجال البحث والتطوير لتكنولوجيا الطاقة الحديثة وإنتاج المعدات».
وأجرى رئيس الإمارات محادثات مع نظيره الصيني في بكين. وأشار شي إلى أن الإمارات شريكة استراتيجية شاملة مهمة بالنسبة للصين، وخلال السنوات الأخيرة، حافظت البلدان على زخم سليم للتنمية، لتقدما بذلك نموذجا جيدا للعلاقات بين الصين والدول العربية في العصر الجديد.
وقال إن هذا العام يوافق الذكرى الـ 40 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، مضيفا أن هذا العام يمثل منعطفا مهما للعلاقات بين الصين والإمارات للبناء على إنجازات الماضي والمضي قدما في المستقبل.
وشهد الرئيسان الإماراتي والصيني توقيع وتبادل عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، شملت العديد من مجالات التعاون بين البلدين.
من ناحيته، أكد جلالة ملك البحرين، في كلمته خلال افتتاح المنتدى، على مساندة بلاده لمبدأ الصين الواحدة، ودعم سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.
وأشاد الملك حمد بن عيسى بالرؤية الموحدة لقادة الدول العربية لدعم وتطوير التعاون الإقليمي والدولي من أجل السلام والتنمية، والعمل على إنهاء كل الصراعات والنزاعات، وصيانة الأمن والاستقرار الإقليمي، وحماية حرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية حفاظا على مصالح دول العالم أجمع.
وشدد ملك البحرين، في كلمته، على ضرورة تكثيف الجهود الديبلوماسية للاعتراف الدولي الكامل بفلسطين، ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وأعرب عن تقديره للمواقف المساندة لجمهورية الصين الشعبية تجاه القضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وجهودها الواضحة لتخفيف المعاناة الإنسانية للمدنيين من سكان غزة، من منطلق، التزامها الكامل بدعم مساعيهم وتوحيد مواقفهم لإقامة وطنهم المستقل.
من جهته، أكد الرئيس المصري أنه لا يوجد سبيل للوصول إلى السلام والاستقرار الإقليمي والدولي المنشودين إلا من خلال المعالجة الشاملة لجذور القضية الفلسطينية وذلك بالالتزام الجاد والفوري بحل الدولتين والإقرار للفلسطينيين بحقهم المشروع في الحصول على دولتهم المستقلة.
واعرب، في كلمته التي ألقاها خلال المنتدى، عن التقدير العربي الكبير للسياسات الصينية تجاه القضية الفلسطينية ودعم بكين المستمر للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة ولحق الفلسطينيين المشروع في إقامة دولتهم المستقلة، داعيا جميع أطراف المجتمع الدولي الفاعلة للاضطلاع بمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية لوقف الحرب الإسرائيلية الغاشمة، مطالبا بالعمل دون إبطاء على الإنفاذ الفوري والمستدام للمساعدات الإنسانية لقطاع غزة لوضع حد لحالة الحصار الإسرائيلية والتصدي لكل محاولات التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم.
بدوره، شدد صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي على ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة، وضمان الدخول الكافي والمستمر للمساعدات، وإيجاد مسار موثوق ولا رجعة فيه لحل الدولتين.
ونوه بن فرحان، في كلمته خلال المنتدى، بمرور عقدين على إنشاء منتدى التعاون العربي ـ الصيني، الذي جسد منذ إنشائه إطارا حضاريا للتعاون المشترك بين الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية والقائم على أسس الاحترام المتبادل لسيادة الدول واستقلالها، قائلا «كما جسدت آليات تعاون المنتدى وبرامجه وأنشطته المختلفة خلال السنوات الماضية مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصده لتحقيق عالم يسوده السلام والأمن والازدهار والتقدم».
وثمن وزير الخارجية السعودي مواقف الصين الداعمة باستمرار لوقف الحرب في غزة بما يحقق تنفيذ حل الدولتين، مشددا في هذا الصدد على ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وضمان الدخول الكافي والمستمر للمساعدات، وإيجاد مسار موثوق ولا رجعة فيه لحل الدولتين.
وأدان البيان المشترك الصادر عن أعمال المنتدى استمرار العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وتجويعه والحصار القاتل الذي يقطع كل أسباب الحياة عن قطاع غزة. وتباحث الجانبان الصيني والعربي بشكل معمق حول القضية الفلسطينية، وضرورة بذل جهود مشتركة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، والدفع لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
واستنكر البيان العدوان الإسرائيلي على مدينة رفح وقصف خيام النازحين والسيطرة على معبر رفح ورفض تنفيذ مخططات ومحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني إلى خارج أرضه.
وأعرب عن دعمه gحصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مجددا التأكيد على أن حل الدولتين هو السبيل الواقعي الوحيد لحل القضية الفلسطينية.
ودعا البيان إلى عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر في وقت قريب.