يبقي فوز كلاوديا شينباوم، أول امرأة تنتخب رئيسة في تاريخ المكسيك، هيمنة اليسار في أميركا اللاتينية في منطقة منقسمة تفتقر إلى التكامل الاقتصادي. وستتولى شينباوم منصبها في الأول من أكتوبر، لتحل محل مرشدها السياسي الرئيس المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الذي أوصل حركة التجديد الوطني (مورينا) إلى السلطة عام 2018. وبذلك، تبقى أكبر دولتين وأكبر اقتصادين في أميركا اللاتينية، البرازيل والمكسيك، تحت حكم اليسار. ورحب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بحرارة بفوز شينباوم معلنا أنه «يعتزم التوجه إلى المكسيك هذا العام لتعزيز علاقاتنا التجارية».
وفي مجال العلاقات التجارية، تمضي الدولتان في اتجاهين متعاكسين، الصين بالنسبة للبرازيل، والولايات المتحدة بالنسبة للمكسيك.
دعت شينباوم بعيد فوزها إلى إقامة «علاقة صداقة واحترام متبادل ومساواة» مع الولايات المتحدة. ويمكن للرئيسة التي تتحدث الانكليزية بطلاقة، أن تقدم صورة أكثر انفتاحا على العالم من سلفها، بحسب الكاتب والمحلل المكسيكي خورخي زيبيدا باترسون.
وتحولت تشيلي وكولومبيا وغواتيمالا وهندوراس إلى اليسار في السنوات الأخيرة، بينما تحكم كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا أنظمة تقدم نفسها على انها اشتراكية مثل بوليفيا.
وفي إطار هذا المشهد، تصدرت الارجنتين التي انتخبت في نوفمبر الرئيس الليبرالي والمحافظ خافيير ميلي، كتلة اليمين في أميركا اللاتينية مع الاكوادور والباراغواي والسلفادور برئاسة نجيب بوكيلة. وعدت شينباوم التي انتخبت تحت شعار «فلنواصل كتابة التاريخ» بمواصلة سياسة لوبيز أوبرادور القائمة على «الفقراء أولا» و«التقشف الجمهوري».
وتسير المكسيك عكس الاتجاه السائد في أميركا اللاتينية، حيث كانت التناوب سياسيا هو القاعدة منذ سنوات.
وبين 22 عملية انتخابات رئاسية نظمت في المنطقة منذ 2019، نتجت عن أربع فقط استمرارية سياسية بحسب تحليل أجرته المؤسسة الدولية للديموقراطية والمساعدة الانتخابية، وهي منظمة حكومية دولية لترويج الديموقراطية.