مفرح الشمري
بحضور جماهيري كبير، وشخصيات فنية وإعلامية وعامة بارزة، رسم الحفل الغنائي «ليل المنامة» الفرحة والابتسامة على الوجوه، مستحضرا إرثا فنيا عريقا من تاريخ الأغنية في مملكة البحرين، وذلك مساء الخميس الماضي على خشبة المسرح الوطني بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، والذي نظمته شركة «كودا» للإنتاج الفني والمسرحي، بجهود ومتابعة ملموسة من الرئيس التنفيذي د.أيوب خضر، وفريقه الفني.
تألق مطربو الغناء البحريني بوصلاتهم المتنوعة على مدى ساعتين، والتي شكلت جزء مهما وبارزا في مسيرة الفن الجميل، حيث استعادت أغاني شهيرة لكتاب وملحنين ومطربين مخضرمين بينهم سلمان زيمان، وعيسى بن راشد آل خليفة، ومحمد بن فارس، وخالد الذوادي، ومحمد علي عبدالله، وفتحية عجلان، وعلي الشرقاوي وغيرهم.
فرقة البحرين للموسيقى، نثرت أنغامها الموسيقية لتلامس القلوب والوجدان، بقيادة المايسترو زياد زيمان، وشهد الحفل مشاركة كل من الفنانين الكبار أحمد الجميري وخالد الشيخ ومحمد البكري، إلى جانب الموهبتين الواعدتين إبراهيم الناجم وهند ديتو، وتفاعل وانسجم وصفق الحضور الجماهيري مع كل وصلة غنائية.
موهبة حاضرة
استهل الحفل في أداء الكورال أغنية «من خلقت الدنيا» كلمات عيسى بن راشد آل خليفة وهي من ألحان أحمد الجميري، وبعدها أطل المطرب الشاب إبراهيم الناجم بكل ثقة على خشبة المسرح، وغنى على التوالي «دمعى جرى» من كلمات مبارك بن حمد العقيلي ولحن محمد بن فارس، و«البارحة» من كلمات وألحان خالد الذوادي، وهي من روائع فرقة الأخوة البحرينية، واختتم الناجم مشاركته بأغنية «أحلى الليالي» من كلمات وألحان عمر بن بريك، وتعتبر من الأغاني الشهيرة في مسيرة الفنان الراحل سلمان زيمان.
ووسط الترحيب الكبير، أطلت المطربة الشابة هند ديتو، وخاطبت الحضور قائلة: «يسعدني في هذه الليلة استحضار روائع فنية خالدة من إرث خالي الفنان الكبير الراحل سلمان زيمان»، ومن ثم غنت «ربوع الشمال» كلمات توفيق زياد ولحن سلمان زيمان، و«أنت مرادي» الكلمات من التراث اليمني والألحان من التراث الهندي، و«عنوا عالبال» كلمات عيسى بن راشد آل خليفة ولحن محمد علي عبدالله، وتميز صوت هند ديتو بالعذوبة والجمال، ووجد آذانا مصغية من التفاعل الجماهيري.
من جهته، أبهر المطرب محمد البكري بمشاركته الحضور، حيث تناغم صوته مع ألحان الزمن الفني البحريني الجميل، فقدم في البداية أغنيتين للفنان الراحل سلمان زيمان، الأولى «الله الله بالأمانة» كلمات وألحان الموسيقار الراحل حسين المحضار، والأخرى «أقبل العيد» كلمات غالب عوض باعكابه ولحن الفنان الراحل كرامة مرسال، ثم اختتم وصلته بأغنية «هلا باللي لفاني» وهي إحدى أغاني الفنان القدير أحمد الجميري، من كلمات وألحان مطر عبدالله.
مفاجأة الحفل
بعد استراحة قصيرة، كان الجمهور على موعد مع مفاجأة الحفل، وذلك خلال مشاركة الفنان القدير خالد الملا، الذي قدم أغنية «ما معاكم خبر زين يا رسول السلامة»، وهي إحدى الأغاني التي قدمها الكثير من المطربين، لكن الملا اشتهر بها كثيرا، وأصبحت أيقونة غنائية مستمرة بكل حفلاته وجلساته الغنائية.
بعد ذلك حظيت مشاركة النجم الكبير خالد الشيخ بتفاعل من الحضور الجماهيري، حيث تعامل بخبرته الفنية الطويلة بكل احترافية وذكاء، وتابع وانسجم وردد الجمهور أغنياته التي قدمها في الحفل، وجميعها من ألحانه، وكانت البداية مع أغنية «سافر» كلمات علي الشرقاوي، وثم قدم أغنية «الوردة ولهانة عليك» كلمات فتحية عجلان وعلي الشرقاوي، وبعدها غنى «كلما كنت بقربي» من كلمات أبوالحسن الششتري، وفي لفتة من الوفاء لرفيق دربه الفنان القدير عبدالله الرويشد، غنى الشيخ من ألحانه أغنية «تصور» من كلمات فتحية عجلان، وتمنى الشيخ بكلمة له الصحة والسلامة لسفير الأغنية الخليجية، والعودة إلى الوطن ولجمهوره.
وصلة الختام
في الوصلة الأخيرة من الحفل، استقبل الحضور الجماهيري الفنان القدير أحمد الجميري بالتصفيق الحار، والذي صدح صوته العذب بأغنيتين من ألحانه، الأولى «تو النهار» كلمات محمد العبدالله الفيصل، والأخرى «يا الزينة ذكريني» من كلمات عيسى بن راشد آل خليفة، واختتم الجميري الحفل في أغنية «شويخ من أرض مكناس» كلمات أبوالحسن الششتري ومن ألحان خالد الشيخ.