في وقت راوحت المفاوضات الرامية للتوصل إلى وقف اطلاق النار في قطاع غزة المدمر مكانها، شن الجيش الإسرائيلي أمس عمليات قصف جديدة على غزة تزامنا مع اعلان ارتفاع عدد ضحايا هجومه على مخيم النصيرات وسط القطاع، والذي انتهى بتحرير اربعة من اسراها، إلى أكثر من 274 قتيلا فلسطينيا ونحو 700 جريح، ليتجاوز معه اجمالي عدد ضحايا الحرب المستمرة منذ أكثر من 8 اشهر، إلى 37084 شهيدا و84494 إصابة «بحسب وزارة الصحة في القطاع.
وقد أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني انه يجب الضغط لوقف إطلاق النار في غزة لأنها نواة التوتر والمخاطر في البحر الأحمر.
وأضاف ان التحديات الإقليمية والدولية تفرض علينا بذل المساعي لمواجهة آثارها، مشير إلى ان قطر عملت منذ أكتوبر الماضي مع شركائها لحل الأزمة لمنع فتح جبهات نار أخرى.
وأوضح ان العدوان الإسرائيلي على غزة نقطة تحول فارقة في تاريخ الشرق الأوسط والعالم، مضيفا: لا نزال نشاهد عجز المجتمع الدولي عن وقف هذه الحرب الهمجية في غزة.
وشدد رئيس الوزراء القطري على ان مواجهة التحديات الإقليمية تستلزم تكثيف الجهود لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة.
وفي سياق الردود الدولية على عملية تحرير الرهائن، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي إنها «تشعر بارتياح» لإطلاق الرهائن، مبدية في الوقت نفسه أسفها لأن ذلك «تم على حساب مقتل ما لا يقل عن 200 فلسطيني، بينهم أطفال، وجرح أكثر من 400».
وفي النصيرات، قال خليل الطهراوي إنه سمع صوت إطلاق رصاص وقذائف من المكان الذي كان يلجأ إليه. وأضاف «بدأت الطائرات الإسرائيلية بقصفنا.. للتغطية على عملية الانسحاب».
وترك الجيش الإسرائيلي خلفه مشهدا من الخراب، وفقا لصور لوكالة «فرانس برس» أظهرت سيارات متفحمة ومبان مدمرة وحرائق وأنقاض يتصاعد منها الدخان.
وقالت امرأة من سكان المخيم طلبت عدم كشف اسمها «لا نعرف ما الذي حدث. كنا جالسين وفجأة سمعنا صوت الضربات. كنا 50 شخصا مختبئين ورأينا صواريخ تحلق فوق رؤوسنا».
وأضافت «ها نحن نازحون للمرة الثالثة، لا نعرف إلى أين نذهب».
وكشف المكتب الإعلامي الحكومي بغزة تفاصيل جديدة عن عملية النصيرات، وقال ان «جيش الاحتلال استخدم سيارتين مدنيتين. وقصف 89 منزلا ومبنى سكنيا مأهولا بالسكان، بمشاركة عشرات الطائرات الحربية والمسيرات، خلال ارتكاب مجزرة النصيرات».
وقال ان «الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في مجزرة النصيرات تنكروا بهيئة نازحين».
وبينما تتعثر الجهود الديبلوماسية للتوصل إلى هدنة، يتوقع أن يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال ايام إسرائيل ومصر وقطر والأردن «للدفع باتجاه تطبيق وقف لإطلاق النار» وفق مقترح أعلنه الرئيس جو بايدن أواخر مايو، حسبما قالت واشنطن.
وقد جدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية موقف الحركة من الهدنة، وقال إن «مجزرة النصيرات تؤكد صواب موقف الحركة بضرورة أن يشمل أي اتفاق وقفا دائما للعدوان وانسحابا كاملا من قطاع غزة»، حسبما نقلت عنه قناة «الجزيرة».
وتسببت الحرب بكارثة إنسانية في القطاع المحاصر والذي يبلغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون شخص باتت غالبيتهم من النازحين، وفق الأمم المتحدة. كما يواجه السكان خطر المجاعة في ظل شح كمية المساعدات التي تدخل القطاع.
وأعلن الجيش الأميركي أنه استأنف أمس الأول إيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة عبر الرصيف المؤقت الذي بنته الولايات المتحدة، نافيا أن يكون هذا الميناء العائم قد استخدم في عملية تحرير الأسرى الإسرائيليين.
كذلك، نفى الجيش الإسرائيلي «أي مشاركة أميركية على الأرض في هذه العملية».
وقال الجيش الأميركي إنه سلم عبر الميناء الذي أصلح بعد تضرره إثر عاصفة، ما يقرب من 500 طن من المساعدات الإنسانية «الأساسية» إلى 2.4 مليون نسمة يواجهون خطر المجاعة.
وذكر الجيش الأميركي في بيان أن «مرفق الرصيف الإنساني، بما في ذلك معداته وأفراده، لم يتم استخدامهم في عمليات إنقاذ الرهائن في غزة. لقد استخدم الإسرائيليون المنطقة الواقعة جنوب المرفق لإعادة الرهائن بأمان إلى إسرائيل. وأي ادعاء بخلاف ذلك هو زائف. تم إنشاء الرصيف المؤقت على ساحل غزة لغرض واحد محدد، وهو المساعدة في نقل المساعدات الإضافية المنقذة للحياة التي تشتد الحاجة إليها في قطاع غزة».
لكن شبكة «سي إن إن» نقلت عن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قوله إن الولايات المتحدة قدمت دعما لإسرائيل لتحديد موقع الرهائن في قطاع غزة ولم تشارك في تنفيذ عملية استعادة الرهائن الإسرائيليين من غزة.
ميدانيا، أفادت مصادر طبية في المستشفى الأهلي العربي بأن أربعة أفراد من عائلة واحدة قتلوا بينما أصيب آخرون بجروح في غارة جوية على منزلهم في حي الدرج في مدينة غزة بشمال القطاع.
وفي المناطق الوسطى، أفاد شهود بأن مروحيات إسرائيلية استهدفت شرق مخيم البريج، بينما تعرضت مدينة دير البلج لقصف مدفعي، بينما سجل قصف مدفعي ورمايات رشاشة ثقيلة على مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع.