كثف الجيش الإسرائيلي قصف رفح في جنوب قطاع غزة أمس بعد جولة في الشرق الأوسط لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سعى خلالها إلى تأمين وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
فيما قال قيادي كبير من حماس أمس إن التعديلات التي طلبت الحركة إجراءها على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته أميركا «ليست كبيرة» وتشمل الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وأوضح مصدر في حركة حماس لـ«العربية.نت والحدث.نت» أن الكرة الآن أصبحت في الملعب الإسرائيلي بعدما تسلمت الولايات المتحدة ردنا من خلال الأشقاء القطريين والمصريين على مقترح وقف إطلاق النار وهي تدرسه.
وسلم وفد مشترك من حركتي حماس والجهاد، للوسطاء في قطر أثناء لقاء مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، رد الفصائل مع إعلام القاهرة بتفاصيله.
وأشار المصدر في حماس إلى «أن المقترح الأميركي الذي عرض علينا لا يتضمن وقفا مستداما لإطلاق النار، ولا انسحابا إسرائيليا كاملا من قطاع غزة، بالإضافة إلى عدم وجود جدول زمني حول الترابط بين المراحل الثلاث (المرحلة الأولى هدنة لمدة 42 يوما مع تبادل عدد من الأسرى وانسحاب العدو من بعض المناطق المؤهلة، يليها في المرحلة الثانية وقف دائم ومستدام للحرب وانسحاب كامل من القطاع)».
وتتضمن المرحلة الأولى هدنة مع تبادل للأسرى الذين أعمارهم ما دون 18 عاما وما فوق 50 عاما، وتشمل 33 أسيرا إسرائيليا أحياء وأمواتا مقابل كل أسير عشرة أسرى فلسطينيين، بحسب المصدر في حركة حماس.
ولفت المصدر إلى «أن الحركة ترفض وضع (فيتو) إسرائيلي على أي أسير فلسطيني من ذوي المؤبدات والأحكام العالية، وهذه المسألة تبدأ في المرحلة الثانية من عملية التبادل».
وذكر المصدر في حماس «أن الحركة طالبت بانضمام دول جديدة تكون ضامنة للاتفاق إذا تم تنفيذه، وهي الصين وروسيا وتركيا، لكن واشنطن رفضت انضمام روسيا والصين، في حين رفضت تل أبيب انضمام تركيا، لكن الحركة يمكن أن تتجاوز هذا الرفض شرط حصولنا في المقابل على ضمانات مكتوبة بتنفيذ الاتفاق كما هو، وإطلاع الأمم المتحدة عليه كي تكون شاهدا على أي خرق قد يحصل، لاسيما من الجانب الإسرائيلي».
وكان قيادي كبير في حركة حماس، قال إن التعديلات التي طلبت الحركة إجراءها على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته الولايات المتحدة «ليست كبيرة».
وأوضح القيادي في حركة حماس، في تصريح، أن مطالب الحركة تشمل الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. وأضاف القيادي في حماس أن مطالب الحركة تتضمن المطالبة بثلاث «مراحل متصلة ومترابطة» من وقف إطلاق النار.
وأشار إلى «أن الحركة تحفظت على استثناء الورقة الإسرائيلية 100 أسير فلسطيني من ذوي الأحكام العالية تقوم هي بتحديدهم، فضلا عن تقييدها المدة الزمنية للإفراج عن ذوي الأحكام العالية بألا تزيد المدة المتبقية من محكوميتهم على 15 عاما».
وفي السياق، أعلن البيت الأبيض أن إسرائيل تدعم اقتراح وقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر في قطاع غزة، وأن الهدف هو جسر الفجوة مع حركة حماس والتوصل إلى اتفاق قريبا.
وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض في تصريحات للصحافيين على هامش اجتماع زعماء مجموعة السبع في جنوب إيطاليا أنه يتعين على العالم تشجيع حماس على قبول الاقتراح وتجنب الجمود.
وكان سوليفان قال قبل ذلك إن التغييرات التي اقترحتها حركة حماس على اقتراح وقف إطلاق النار طفيفة فعليا.
وأضاف أن الولايات المتحدة ستعمل مع مصر وقطر لسد الفجوات في الاقتراح. ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي بعض ملاحظات حماس بالمتوقعة.
ميدانيا، قصف الجيش الإسرائيلي مدينة رفح في جنوب قطاع غزة أمس، واستهدف قصف مدفعي عنيف وغارات جوية مناطق عدة في القطاع الفلسطيني فجر أمس، من بينها مدينة رفح المتاخمة للحدود المصرية، بحسب وكالة فرانس برس.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن عناصرها يخوضون قتالا في الشوارع ضد الجنود الإسرائيليين في غرب رفح حيث أفاد شهود عيان بإطلاق مروحيات أباتشي النار.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة أمس أن حصيلة قتلى الحرب بين إسرائيل والحركة المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، ارتفعت إلى 37232 على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان وصل إلى المستشفيات «30 شهيدا و105 إصابات خلال 24 ساعة» حتى صباح أمس. وأشارت إلى أن إجمالي عدد المصابين في الحرب «بلغ 85037 إصابات منذ السابع من أكتوبر».
من جهة اخرى، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أمس عن تراكم أكثر من 330 ألف طن من النفايات في مناطق مأهولة بالسكان في قطاع غزة.
وقالت «الأونروا» على حسابها في منصة «إكس» أمس «إن ذلك يشكل مخاطر بيئية وصحية كارثية».