بيروت - زينة طباره
رأى مدير المركز الإقليمي للدراســـات العسكريــــة والاستشارات العميد الركن المتقاعد خالد حمادة في حديث إلى «الأنباء» أنه وان اختلفت درجات التصعيد وفقا للمعطيات الميدانية في الجنوب، «فلبنان في حالة حرب حقيقية وكاملة المواصفات منذ الثامن من أكتوبر 2023، لكن ما يجب التأكيد عليه هو أن الحرب الموسعة لن تنطلق الا بضوء أخضر أميركي غير متوافر حتى الساعة، لأسباب تتعلق أولا بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة ومدى تأثير الحرب على نتائجها، وثانيا باستشعار الإدارة الأميركية وجود إمكانية للتوصل إلى ترسيخ الأمن والاستقرار على الحدود الشمالية لإسرائيل من دون الانزلاق إلى حرب إقليمية كبرى».
ولفت حمادة إلى «ان قرار إشعال جبهة الجنوب مع إسرائيل، اتخذ في طهران وينفذه حزب الله تحت عنوان مساندة غزة، بحيث قدم ويقدم من خلاله عمليات عسكرية تذكيرية محدودة، دفعت بإسرائيل إلى تنفيذ عمليات مضادة قوامها فقط اصطياد أهداف ثمينة لحزب الله على المستويين العسكري والقيادي، وذلك خلافا لحرب العام 2006 التي أقدمت فيها إسرائيل على تدمير البنى التحتية للبنان واستهداف تجمعات مدنية من أطفال ونساء وشيوخ».
وهذا يعني من وجهة نظر حمادة «ان ما يجري على أرض الجنوب يؤشر إلى ان الحرب الموسعة غير واردة أقله على المدى المنظور، خصوصا ان القرار بإطلاقها يتخذ في واشنطن لا في تل ابيب، ناهيك عن التزام طهران حتى الساعة بقرار عدم توسيع الحرب وإدخال المنطقة في المجهول».
واستطرد حمادة قائلا: «كل ما يقوم به حزب الله في الجنوب، مجرد هجمات صاروخية محدودة لا قيمة لها في ميزان العمليات العسكرية، خصوصا أنها لا تستهدف بنى تحتية ثمينة في الداخل الإسرائيلي، وتبقى بالتالي ضمن انضباط الهجمات بما لا يعطي الفرصة لانفلات الوضع باتجاه الأسوأ».
وأشار في المقابل «إلى ان ما تطلقه إسرائيل من تهديدات في كل الاتجاهات، تبقى ضمن الضوابط الأميركية المحكومة بعدد من العوامل الاستراتيجية وأهمها الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. ما يعني استنتاجا انه مهما اشتدت وتيرة الهجمات سواء من قبل حزب الله أم من قبل إسرائيل، لن تنزلق الأمور إلى عمليات برية تلامس مشهدية الحرب في العام 2006».
وردا على سؤال، ختم حمادة مؤكدا «أن المنطقة دخلت منذ العام 2003 في مسار الشرق الأوسط الجديد (...) مع الإشارة إلى ان ما تشهده الساحة اللبنانية اليوم، قد يكون جزءا من نظرية الفوضى الخلاقة».