رمى حجاج بيت الله الحرام في ثاني أيام التشريق وثالث أيام العيد الجمرات الثلاث بيسر وسهولة في موسم حج هذا العام 1445 هجرية، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة، بعدها امتلأت ساحات المسجد الحرام بالحجاج المتعجلين الذين توافدوا إلى صحن الحرم المكي لأداء طواف الوداع قبل مغادرتهم إلى اوطانهم، تحفهم رعاية الله بعد ادائهم ركن الإسلام الخامس، وسط استعدادات مكثفة من الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بمشاركة الجهات المعنية العاملة في الحج لتفويج ضيوف الرحمن، وذلك وفق الخطط التشغيلية لموسم حج هذا العام وسط منظومة متكاملة من الخدمات.
وقد جهزت الهيئة 194 بابا و519 سلما و194 مصعدا كهربائيا و33 ألف سجادة و340 مصلى و2800 متطوع و883 وحدة تكييف و4323 مروحة تهوية ورذاذ و251 عربة كهربائية كبيرة و8000 سماعة لنظام الصوت و10 آلاف عربة يدوية و50 لغة للإرشاد المكاني.
واتسمت حركة الحجاج نحو جسر الجمرات بسهولة مساراتهم في الذهاب للرمي أو العودة إلى أماكن أساكنهم في مشعر منى أو توجههم إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع لمن تعجل منهم.
وقد أعلن نائب أمير منطقة مكة المكرمة نائب رئيس لجنة الحج المركزية سمو الأمير سعود بن مشعل، من مقر الإمارة بمشعر منى، نجاح حج هذا العام 1445هـ.
وقال: «الحمد لله على التمام. والشكر له على ما أنعم به على ضيوف الرحمن من أداء المناسك بيسر وطمأنينة وأمان، وذلك بتوفيق من الله ثم بما سخرته قيادة المملكة العربية السعودية من خدمات متنوعة ورعاية فائقة ساند ذلك عمل جماعي، وجهود تشاركية نفذتها مختلف الجهات المعنية بالحج. وبهذه المناسبة، يسعدني أن أعلن عن نجاح موسم حج هذا العام (1445هـ)، متوجها إلى الله بالحمد والثناء أن مكننا من أداء رسالتنا الأسمى تجاه ضيوف الرحمن وشرفنا بخدمتهم وتيسير أداء الفريضة في أجواء من الطمأنينة والأمن».
وأكد على فور بدء الترتيب والتخطيط لموسم حج العام المقبل: «إن ما تحقق من نجاحات على جميع الأصعدة ما هو إلا بداية لمرحلة جديدة لتحقيق مكتسبات أكبر، لخدمة قاصدي أطهر البقاع وأقدسها، فالعمل بحول الله سوف يبدأ على الفور للترتيب والتخطيط لموسم حج العام المقبل، وسنواصل تطوير منظومة الحج كاملة، فطموحاتنا ليس لها سقف وآمالنا لاحد لها».
واختتم حديثه بتوجيه شكره لضيوف الرحمن ولكل العاملين في موسم الحج كونهم كانوا «خير معين لنا على النجاح، وأسهم التزامكم في تمكيننا من خدمتكم على الوجه الأكمل».
بدوره أعلن وزير الصحة السعودي فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، نجاح الخطط الصحية لموسم حج هذا العام، وخلوه من أي تفشيات أو تهديدات على الصحة العامة.
وقال في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية «واس»: «بفضل من الله، ثم بالدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، يسعدني أن أعلن عن نجاح خطط المنظومة الصحية في المملكة لموسم حج هذا العام 1445ه، وخلوه من أي تفشيات أو تهديدات على الصحة العامة، على الرغم من الأعداد الكبيرة للحجاج هذا العام، والتحديات المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة».
وأوضح وزير الصحة أن عدد الحجاج الذين تلقوا الخدمات الصحية بلغ أكثر من 390 ألف حاج، وتم إجراء أكثر من (28) عملية قلب مفتوح، وأكثر من (720) قسطرة قلبية، بالإضافة إلى أكثر من (1169) جلسة غسيل كلوي، كما تم تقديم خدمات افتراضية عبر مستشفى صحة الافتراضي لأكثر من (5800) حاج، والتعامل المباشر مع حالات الإجهاد الحراري وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم، مشيرا إلى أن الجهود التوعوية الاستباقية أسهمت في الحد من زيادة عدد الحالات، بفضل الله.