كثفت القوات الإسرائيلية القصف الجوي والمدفعي على قطاع غزة المدمر، موقعة عددا كبيرا من القتلى والجرحى أغلبهم من النساء والأطفال، فيما لم يتبق في مدينة رفح جنوب القطاع سوى بضع مئات من الأشخاص بعد فرار نحو 1.4 مليون شخص نتيجة الهجوم الاسرائيلي الواسع عليها.
وقالت وكالة أنباء «وفا» الفلسطينية إن «طيران الاحتلال استهدف أربع شقق سكنية وسط مخيم الشاطئ غرب غزة بالقرب من مسجد«سوسي»، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين».
من جهته، أعلن الدفاع المدني في غزة أنه يواجه «صعوبات في توفير الوقود اللازم للقيام بعملنا». وأكد أن طواقمه «انتشلت عددا من جثث الشهداء، ومن الجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال بعد استهداف مخيم الشاطئ» الذي شهد تحليقا مكثفا لمسيرات إسرائيلية فوقه، بحسب ما نقلت قناة «الجزيرة».
وشنت طائرات إسرائيلية عدة غارات في محيط جبل الريس شرقي حي التفاح، شرق مدينة غزة، وأفادت «الجزيرة» بأنه تم انتشال أكثر من 15 جثة من تحت أنقاض المنازل التي تعرضت للقصف في حي التفاح شمال شرقي مدينة غزة.
كما قصفت مدفعية الاحتلال حي الزيتون ومخيم النصيرات.
وقد أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن «الاحتلال ارتكب 3 مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 101 شهيد و169 مصابا» خلال 24 ساعة. وأكدت «ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 37 ألفا و551 شهيدا، و85 ألفا و911 مصابا» منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وتسبب القصف المركز على مدينة رفح في تحويلها إلى مدينة أشباح، حيث أفادت منظمة الصحة العالمية بأنه حتى 17 مايو الماضي، لم يبق في رفح سوى 750 شخصا، بعدما كانت تؤوي 1.4 مليون فلسطيني أي أكثر من نصف سكان القطاع غالبيتهم العظمى من النازحين.
وقال ثانوس غارغافانيس المسؤول عن الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إن في هذا القطاع الصغير، حيث يتكدس نحو 2.4 مليون فلسطيني، «ينزح أكثر من مليون شخص بشكل مستمر» على أمل العثور على مكان آمن رغم أنه «لا يوجد مكان آمن».
وجاء ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق ليفاقم الأزمة الصحية في القطاع، حيث حذرت «الصحة العالمية» من أن درجات الحرارة المرتفعة قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية، فيما حذر برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة من أن أزمة صحة عامة هائلة تلوح في الأفق في غزة بسبب نقص المياه النظيفة والغذاء والإمدادات الطبية.
وقال ريتشارد بيبركورن، ممثل «الصحة العالمية» في غزة والضفة الغربية: «لدينا تلوث المياه بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه وسنشهد المزيد من تلف المواد الغذائية بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وستنتشر حشرات البعوض والذباب والجفاف وضربات الشمس».
وفي غضون ذلك، تتواصل مساعي الوساطة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وقد أكدت قطر استمرار جهودها بهدف «ردم الهوة» بين إسرائيل وحركة حماس والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن المحتجزين والأسرى. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحافي مشترك في مدريد مع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس «واصلنا جهودنا من دون توقف في الأيام الأخيرة». وأضاف «هناك اجتماعات عدة مع قيادة حماس في محاولة لردم الهوة بين الجانبين والتوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن».
سياسيا، ارتفع عدد الدول الداعمة للقضية التي رفعتها جنوب افريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. وقال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز إن «كوبا قررت المشاركة، بصفة دولة ثالثة، في شكوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية». ويمكن لدولة ثالثة، ليست طرفا في النزاع، أن تقدم حججها القانونية لدعم تفسير اتفاقية الإبادة الجماعية.